ثورة أون لاين – سامر البوظة :
في ظل البلطجة الأميركية الواضحة والسياسات العدائية التي تنتهجها واشنطن حتى مع حلفائها, يبدو أن الولايات المتحدة ستخسر كل أصدقائها, فسياسة الإملاء والتهديد والوعيد باتت تغضب حتى أقرب الحلفاء, وأدخلتهم في دائرة “أعداء أميركا”, ولعل قضية مشروع ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا “السيل الشمالي -2″قد زادت الخلافات والشرخ بين الولايات المتحدة والأوروبيين الذين بدؤوا يشعرون بالإهانة, وبدؤوا بالتغريد خارج السرب الأميركي.
فبعدما هددت واشنطن مرارا بفرض عقوبات على المشروع التجاري، للحد من منافسة الغاز الروسي للأميركي في أسواق الطاقة الأوروبية, جددت العديد من الدول الأوروبية رفضها لتهديدات واشنطن, مؤكدة في الوقت نفسه دعمها للمشروع الذي شارف على الانتهاء والذي يضمن لها مصدرا للطاقة صديقا للبيئة وأكثر استقرارا.
حيث أكدت موسكو وبرلين اليوم عزمهما مواصلة تنفيذ مشروع الغاز “السيل الشمالي-2″، بالرغم من معارضة الولايات المتحدة للمشروع، وتهديداتها بفرض عقوبات على الشركات المشاركة في تنفيذه.
وبحث وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف، وألمانيا هايكو ماس، اليوم الثلاثاء، في موسكو العلاقات الثنائية، بما في ذلك تنفيذ “السيل الشمالي-2″، وهو مشروع لمد أنبوب غاز من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق, وشدد وزير الخارجية الروسي على أن “السيل الشمالي-2” مشروع اقتصادي بحت.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي في ختام المباحثات: من المواضيع الاقتصادية، ركزنا بالطبع على تنفيذ مشروع “السيل الشمالي-2″، حيث أخذنا في الاعتبار الضغط غير المسبوق من الولايات المتحدة. نقدر موقف برلين، موقفها الداعم لهذا المشروع الاقتصادي، الذي سيساعد في تنويع إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وتعزيز أمن الطاقة في أوروبا، على أساس التقييم الذي تجريه أوروبا بنفسها، وليس من خلال التقييم الذي يتم عبر المحيط.
وأضاف وزير الخارجية الروسي: إذا كان الأوروبيون مستعدون لوضع أمن طاقتهم في أيدي الولايات المتحدة فهذا قرارهم.
وأشار إلى أن جميع الشركات المشاركة في المشروع، بما في ذلك الأوروبية، عازمة على استكمال تنفيذ المشروع، الذي سيتم في أقرب وقت.
ويجري حاليا مد الأنابيب للمشروع، الذي يتضمن بناء خطين لنقل الغاز الطبيعي الروسي بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا، من الساحل الروسي، عبر قاع بحر البلطيق، إلى ألمانيا.
ويلقى المشروع معارضة قوية من الولايات المتحدة، التي تسعى لبيع غازها المسال في أوروبا. وكانت أعمال مد أنبوب “السيل الشمالي-2” قد توقفت في كانون أول 2019 بعد فرض واشنطن عقوبات على المشروع وذلك بحجة أن نجاح المشروع “سيعزز نفوذ موسكو في أوروبا”.
يذكر أن العديد من الدول الأوروبية أعطت الضوء الأخضر لاستكمال المشروع بالرغم من الضغوط الأميركية, كما عارض الاتحاد الأوروبي في وقت سابق بقوة أي عقوبات أميركية بحق الشركات الأوروبية, معتبرا أنها تتناقض مع القانون الدولي.