أبعد من هزيمة, وبداية تحول فعلي في المشهد السياسي العالمي, ما جرى في مجلس الأمن أمس من خلال محاولة الولايات المتحدة (شرطي العالم ) أن تقود المجتمع الدولي إلى مواجهة جديدة مع إيران التي وفت بالتزاماتها حسب الاتفاقيات التي وقعتها مع الدول المعنية بالأمر, لكن الولايات المتحدة وبضغط اللوبي الصهيوني , ومن ورائها الكيان الصهيوني هي التي أخلت بالاتفاق وانسحبت منه , كما انسحبت من الكثير من المعاهدات والاتفاقيات الدولية , وهذا إن دل على شيء , فإنما يدل على أن لامصداقية تتمتع بها الإدارة الأميركية , ولايمكن الوثوق والركون إلى أي معاهدات تعقد معها , فهي باللحظة التي ترى أنها تخدمها تعلن انسحابها منها , وتلقي باللوم والحجج على الطرف الآخر.
في المشهد الذي جرى أمس في مجلس الأمن رفض مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة بشأن تمديد حظر الأسلحة على إيران بعد استخدام روسيا والصين حق النقض الفيتو وامتناع بريطانيا وفرنسا وألمانيا و8 دول أخرى عن التصويت بينما صوتت الولايات المتحدة وجمهورية الدومينكان فقط لصالح مشروع القرار.
في هذا المشهد, بداية تحول عالمي نحو الخروج من عباءة هيمنة الولايات المتحدة على القرارات الدولية, وفي هذا الخروج , أمان وضمان للعالم، ضمان لاستمرارية التحولات العميقة نحو تعدد القطبيات , بدلا من عصا الشرطي التي تهدد بالويل والثبور لكل من يقف بوجه عدوانها .
قد لايكون التفاؤل عميقا , وكبيرا ,لكن يجب أن يبنى عليه , وأن يكون درسا لواشنطن التي تعيش فعلا عزلة دبلوماسية , ولاسيما بعد تماديها في محاصرة العالم من خلال العقوبات الظالمة التي تمنع كل اسباب الحياة عمن يقف بوجه صلفها وجنونها.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير ديب علي حسن