الثورة أون لاين – نيفين أحمد:
تعتبر الطبيعة بجمالها ورونقها أحد المكونات الأساسية التي ساعدت آباءنا وأجدادنا على معيشتهم فنباتاتها وأشجارها وأنهارها كانت عوناً لهم في غذائهم ولباسهم وعادة ما كان اللباس يصنع قديماً من المواد المتوفرة كالقطن والحرير والصوف التي كانت تنتشر في القرى وتسد حاجة أهلها.
والمنديل “المسلوبة من الحرير الطبيعي حيث كانت المرأة قديماً تربي دودة القز كما تقول لنا السيدة التسعينية أم محمد “ريما عباس” وكانت تغزل الخيوط ومنها تحيك المنديل كأحد منتجات التراث الشعبي القديم فقد لبسته أنا أيضاً، إذ كنا نضعه على رأسنا ونتزين به وخاصة في الريف الساحلي حيث تنتهي أطرافه بزخرفات وزركشات جميلة يقدر طوله ب١٧٥ سم ينسج عن طريق النول.
وتضيف أم محمد أنه درجت العادة قديماً على ارتداء ألبسة تتلاءم مع طبيعة المناخ والطقس التقليدي لكل منطقة فلباس المرأة قديماً كان من الرأس حتى القدمين، منديل على الرأس ولباس كامل يغطي القدم.
وعن صناعة المنديل تتابع، كان يستدعي لإنتاج هذه المناديل تربية دودة القز حيث تعد بيضة دودة القز العامل الأساسي في صناعة المنديل حيث أتذكر أننا كنا نقوم بتربيتها في وعاء مصنوع من التراب معجون مع روث الحيوانات ويسمى هذا الوعاء ب”الجونة” وكنا نضعه في غرفة أو مكان دافئ لمدة أسبوع لتتم عملية المراقبة قبل بدء عملية التفقيس لبيوض الدودة وكانت تأخذ بعدها شكل يرقة صغيرة وتسمى هذه اليرقة (دودة القز) وتربى من شهر إلى أربعين يوماً حتى يكتمل نموها، ثم بعدها كنا نقوم بتحضير طعامها من ورق التوت بعد فرمه إلى قطع صغيرة، وبعد اكتمال نموها الأولي تنقل اليرقات إلى الطبيعة وتوضع أعواد يابسة ثم تقوم هذه اليرقة بنسج خيوط تخرج منها وتلف على مجموعة من الأعواد التي تتوضع عليها منسجة حولها غلاف من الخيوط وعند اكتمال نمو اليرقة تثقب هذا الغلاف لتخرج بعدها على شكل فراشة ونأخذ بعدها هذه الأغلفة للحياكة عن طريق نسلها بأيدينا ونغزلها في المغزلان (وهو عبارة عن عودين متصالبين تغزل عليهما الخيوط) وبعدها يقوم الذي يحيك الخيوط بفردها حسب الحاجة وهي عادة تكون من (٤-٦) خيوط ليأخذ الخيط سماكة مناسبة بوساطة النول.