الثورة أون لاين:
يُلاحظ تهافت بعض الناس على شراء أقراص المكمّلات الغذائية المختلفة، وتناولها من دون الخضوع إلى فحص طبّي أو وصفة طبيّة، لسهولة الحصول على هذه المنتجات من أيّ صيدليّة، معتقدين خطأً بأن هذه الأقراص تقوّي مناعتهم، أو تجعلهم يشعرون بالنشاط أو لتعويض النقص أثناء اتباع رجيم ما!
بيد أنّ هذه الأقراص قد تترك آثاراً سلبيّةً في الأجسام، وتؤذي الصحّة.
وفي هذا الإطار، لتناول أقراص مكمّلات الفيتامينات بصورة عشوائيّة مخاطر كثيرة.
عند تعاطي أقراص مكمّلات الفيتامينات “أ” و”د” و”ه” و”ك”، بصورة عشوائيّة، والإفراط في ذلك، يواجه المرء جملة من المشكلات الصحيّة، إذ يُخشى أن تترسّب هذه الأقراص في الكبد، وأن تولّد التسمّم في الجسم.
مثلًا: يقود الاستخدام المفرط للفيتامين “أ” إلى التسبّب بظهور بقع على الجلد، وتقشّره، وبكسل العضلات.
أقراص الفيتامين “د”، بدورها، شائعة الاستهلاك في دول الشرق الأوسط لمعاناة سكّان هذه البقعة من العالم من النقص في الفيتامين “د”، على الرغم من وفرة الأيّام المشمسة، وذلك لأنّ درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة عاملان يحولان دون التعرّض إلى الشمس طويلاً، وكذلك استخدام العوازل على النوافذ والأبواب، والجلوس غالباً في الأماكن المكيّفة.
بيد أن الإفراط في تناول أقراص الفيتامين “د” يرفع نسبة الكالسيوم بالدم، وبالتالي يتسبّب بتسارع دقّات القلب وبتشنّجات عضليّة، ويمكن للفرد المهيّئ للمعاناة من أزمة في الكلى مواجهة هذا الأمر الصحّي الخطير.
لذا، من الضروري تجنّب تناول أقراص مكمّلات الفيتامين “د” سوى بعد إجراء فحوص الدم اللازمة، وبإشراف الطبيب المتخصّص الذي يحدّد الكمّ لكلّ فرد.
حيث ينصح أخصائيو التغذية بتناول الفيتامينات من مصادرها الطبيعيّة، كونها غنيّة بمضادات التأكسد، علماً أن تركيبة ثمرة من التفّاح أو البرتقال، من فيتامينات ومعادن، يقدر الجسم أن يمتصّها. كما أن المرء، يعرف احتياجاته من حصص الفواكه والخضروات، بخلاف أقراص الفيتامينات.
من جهةٍ ثانيةٍ، قد يتضارب تناول المكمّلات الغذائيّة مع بعض العقاقير الطبيّة في جسم متعاطيها.
المصادر الطبيعيّة للفيتامينات
• الفيتامين “أ”
| يتوافر الفيتامين “أ” في الخضروات (الجزر والبطاطس الحلوة والسبانخ) والفواكه (الشمّام والبرتقال) على هيئة الـ”بيتاكاروتين”، فغالبيّة الأطعمة التي تحتوي على الفيتامين المذكور لونها برتقالي أو أصفر أو أحمر.
كما يوجد الفيتامين “أ” في المصادر الحيوانيّة (وتحديداً في أكباد الذبائح، كالخراف والأبقار والدواجن، وكلاها).
حيث الفيتامين “أ” أساسي في بنية العظام والجلد، وهو يساعد في تجدّد الخلايا، فضلاً عن وقاية الجسم من السرطان، لأنّه يحتوي على نسبة مهمة من مضادات التأكسد.
• مجموعة الفيتامينات “ب”
| تؤثّر مجموعة الفيتامينات “ب” في عمليّة الأيض، فأيّ نقص في كمّها بالجسم يؤدي إلى الإصابة بأمراض عدّة. كما تُساعد مجموعة الفيتامينات “ب” في التخفيف من التهابات الجسم، فضلًا عن دور البيوتين في مواجهة ضعف الشعر والأظافر.
الفيتامينات “ب” أساسيّة في حماية خلايا الجسم من التلف.
وتتوافر مجموعة الفيتامينات “ب”، في: اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن والحليب ومشتقاته.
• الفيتامين “ج”
| يقوّي الفيتامين “ج” المناعة؛ وبالتالي هو يواجه الفيروسات، كالإنفلونزا و”كوفيد_19″…
| يتوافر الفيتامين “ج” في مجموعة من الفواكه والخضروات بنسب عالية، ولا سيّما الحمضيّات. وفيما قد يفرط البعض في تناول مكمّلات الفيتامين “ج”، إلّا أنّ ذلك لا يخزن بالجسم بكثرة، لو أنّه يفضّل الحصول على الفيتامين المذكور من مصادره الطبيعيّة (البندورة والحمضيات والبروكولي والفليفلة الحمراء…).
• الفيتامين “د”
| يحمي الفيتامين “د” من هشاشة العظام، كما يعزّز جهاز المناعة.
| يجب ضمان حصول الأطفال على الفيتامين “د”.
| مصدر الفيتامين “د” الأساسي هو أشعّة الشمس؛ تتمّ عمليّة إنتاج هذا الفيتامين وفق الآتي: تؤدّي الأشعّة فوق البنفسجيّة إلى تسخين مادة دهنيّة موجودة تحت الجلد مشتقّة من الـ”كوليسترول” فينتج جرّاء ذلك الفيتامين D2 الذي يتحوّل إلى الكبد حيث يتخزّن فيتحول إلى الفيتامين D3، ويذهب إلى الكليتين حيث يعمل نوع من الإنزيمات عليه ليصير فعّالاً في الجسم.
يتمّ تصنيع ما بين 85% إلى تسعين منها 90 من الفيتامين “د”، فيما لا تتخطّى نسبة ما يحصل عليه الجسم من هذا الفيتامين من الغذاء 10 أو 15%، وذلك من الأسماك الدهنيّة، كالمحار والسلمون، فضلاً عن الفطر وصفار البيض.