لم يساوم السوريون لحظة واحدة على سيادتهم في أحلك الظروف التي مروا بها يوم غزت فرنسا سورية، واجهها يوسف العظمة ومن معه بما يشبه الصدور العارية إلاّ من الإيمان بسورية ماضياً وحاضراً وغداً، وعلى الدرب نفسه كان السوريون من الساحل إلى الداخل إلى كلّ بقعة جغرافية.
في الجعبة الكثير والكثير لن نمل من التذكير به لأن الذين يملكون ذاكرة الدجاج يظنون أنّ الجميع مثلهم، نذكرهم أنّ صبيب المدافع كان يوجه على الرجال السوريين الذين كانوا يحمون البرلمان وقاوموا لآخر قطرة من الدم من أجل السيادة والجلاء وما بين الأمس واليوم تاريخ من العمل الذي أنجزه السوريون، في التضحية والقدرة على مواجهة المصاعب.
الدستور السوري كرامة سوريّة صانها وحماها الشعب ولم ولن يكون إلاّ من نبض هذا الوطن، في سورية أول برلمان في الوطن العربي أول تجربة ديمقراطية أعطت المرأة حقوقها وفي سورية صناع الكرامة وحماة السيادة، لن ترهبنا محاولات الاعتداء على مقدراتنا الاقتصادية وهي رسائل بالنار يوجهها المعتدون لتقول: لن نكف عن جرائمنا حتى نحقق ما نريد، لكنهم واهمون بكل تأكيد، لايعيشون الواقع ولم يتعظوا مما جرى وكان.
ربما يحق لنا أن نقول: إنها الحرب الشاملة التي يديرها الأعداء ومع كل ما تم ضخه للأدوات، أو العمل عليه مباشرة، كنا القادرين على الثبات والخروج أقوى، صهرتنا التجارب التي تزداد ثباتاً ورسوخاً، لن يقدم السوريون تنازلاً عن الكرامة والسيادة تحملنا الحصار والجوع وأصابنا بعض من الضنك، لكننا نعرف أننا المنتصرون وأنهم في نهاية المطاف سوف يُدحرون إلى غير رجعة، هي المعركة في نهاياتها قد تطول النهايات وتؤلم لأن العدو سيضخ بكل ما لديه، لكنه فعل العجز إلى غير رجعة.
من نبض الحدث – بقلم أمين التحرير ديب علي حسن