الثورة أون لاين- آنا عزيز خضر:
أكثر الشرائح الاجتماعية التي تؤخذ بعالم الأزمات، هم الشباب بكونهم متأهبين للانطلاق إلى عالم المستقبل، وبروح ملؤها التوقد التواق إلى العطاء وإثبات الذات. التواق دوماً إلى ما يجعلها مساحة ضوء تستقطب كل ما هو جميل وإيجابي في الحياة. لكن، ماذا لو دخل الشاب معترك الحياة في فترة حرب مثلما حصل عندنا؟.. لو نشأ جيل بأكمله وسط هذه الدوامة، تتقاذفه الآلام والهموم؟.. كيف سيتعامل مع الحياة؟ وكيف ينطلق إلى مستقبله، بل كيف يتعامل مع مشاكله والقضايا العامة التي يمر بها وطنه.
إشكاﻻت كثيرة يعاني منها الشباب في مثل هذه الظروف، وهو ما تناوله الفيلم القصير “مذكرات أول رصاصة” تأليف وإخراج “يوسف حيدر” وإنتاج “المؤسسة العامة للسينما صندوق المنح الإنتاجي”.
دار الفيلم في عالم ملؤه التساؤﻻت والرفض لكل ما يحصل وينال من الانتماء، وذلك بأسلوب امتلك خصوصية في حلوله الفنية الجذابة.
حول هذا الفيلم وأسلوبه ومضمونه وآليات طرحه، تحدث الفنان “يوسف حيدر” قائلاً”.
“مذكرات أول رصاصة” هو فيلم يحكي عن علاقة جيل الشباب بمدينة دمشق في مراحل زمنية مختلفة.. ما قبل الحرب وفي ظلها وما بعدها.. يكرر الفيلم أحداثاً معينة في هذه المراحل الثلاث، مع اختلاف طفيف في الشكل، بينما يبقى المضمون ذاته..
الفيلم يشي عن علاقة الشباب بالانتماء، هذه العلاقة التي لم تتغير في جوهرها منذ انطلاق أول رصاصة في المنطقة وحتى الآن.
بصرياً، حاولت خلق معادلة حالة البحث عن الانتماء، البحث الحقيقي الذي قد يوحي بالضياع في بعض مراحله، بسبب خصوصية واقعنا وظرفنا، فالحركة الدائرية طاغية في الفيلم، ووجهة النظر الواحدة أيضاً لها نصيب كبير.
عملت على تحقيق التراكم الحسي لدى المشاهد أكثر من تحقيق رؤية درامية واضحة، فالصورة في الفيلم، ليست الوسيط التعبيري الوحيد، أو الأساسي، بل كان الشريط الصوتي يضاهيها تعبيرياً، لتحقيق الحالة الحسية المرادة.”
الممثلون المشاركون في الفيلم “محمد علي” و”محمد وحيد قزق”.. “قتيبة الخوص” و”سامر عبظو” و”مغيث ديب” و “أمجد يونس”.