لبضع ثوانٍ تستوقفني عبارة فيروز “وجهك بيذكّر بالخريف”..
لم يخطر لي سابقاً أن أتساءل عمّا إذا كان وجهك يتشابه وأحد فصول السنة..
أستمع إلى الأغنية.. وتُحيلُني كلماتها إلى ملامح وجهك..
فبأي فصل يذكّر..؟؟
بهدوئك.. وجنونك.. بحنانك… وغضبك..؟؟
لطالما رغبت أن تذكّرني تلك الملامح التي حفظتُها، بالربيع.. أحبّ الفصول إلى قلبي..
مع أني ابنة الشتاء، ولدتُ في أوج جنونه.. ومع أننا التقينا فيه، مازلت أفضل فصل ولادة الطبيعة من جديد، فصل البدايات الجميلة.. الربيع، بكل ما فيه من انبعاث للحياة بمختلف تلوّناتها.
لكن كيف لي أن أنسى ذاك الشتاء الذي يغلّف وجهك..!
تلك الخطوط التي تجتمع حول عينيك وتمنحها شكلاً مميزاً..
تتكوّم وكأنها خارطة السنين مجتمعةً.. وتُغرق عينيك بشبه انحناءة تشي بطيبة لا حدود لها..
خطوط وانحناءات منحت وجهك سيماء “حزن” شبيه بحزن الشتاء، بأجوائه وغيماته المعتمة.
في بداية الأمر، لم أشعر بشيء من الألفة مع تلك الخطوط التي تزنّر منطقة ما حول عينيك.. وبذات الوقت كانت دائماً كل تجاعيد وانحناءات الوجه تقترن عندي بالكثير من الألفة..
مع الوقت لم أعتد فقط رؤيتها علامةً مميزةً لوجهك.. بل أصبحت أشتاقها.. وأعيد رسمها في ذاكرتي كلما طال غيابك..
والآن بعد أن كبرت غيمة الغياب..
أستعير سؤال الأغنية ذاتها.. “بعدو أليف.. بعدك ظريف..”..
لن يعنينا خريفٌ خاص بمعاني وكلمات غيرنا.. إنما يعنينا شتاء خاصٌ بنا وحدنا.. تتقاسمه ذكرياتنا الأولى.. وملامح وجه لا يقرأ شيفراته سوى من عشق كل خط من خطوطه.. وحفظه في أعماق الذاكرة.. كأجمل وأنبل وجهٍ أليف.
رؤية-لميس علي
التالي