ما واجهه أكثر من مليون مواطن سوري في محافظة الحسكة وأكثر من مرة ، من تعطيش ومنع وصول المياه إليهم، جريمة فريدة من نوعها في هذا العصر، يرتكبها بدم بارد سليل العثمانيين أردوغان على مرأى ومسمع العالم أجمع.
ورغم كل النداءات التي وجهتها الدولة السورية للدول والمنظمات الدولية، ما زالت معاناة أهلنا في هذه المحافظة وأطفالهم مستمرة ، وهم محرومون من أبسط وسائل الحياة، وهي مياه الشرب التي يواصل الاحتلال التركي وإرهابيوه قطعها عن مدينة الحسكة وضواحيها، من خلال ايقاف عمل محطة مياه علوك المصدر الرئيس لمياه الشرب هناك.
وعلى الرغم من أن منظمة الأمم المتحدة مستنفرة جميع الهيئات والمؤسسات التابعة لها لتأمين مستلزمات مواجهة فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم ككل، وأولها توفير المياه لضرورات النظافة، إلا أنها تغمض عينيها عما يجري في سورية بشكل عام وفي محافظة الحسكة بشكل خاص وكأن هذا الأمر لا يعنيها، فماذا تحتاج هذه المنظمة ومعها المجتمع الدولي حتى يتحركوا؟
لقد خبرنا المنظمة الأممية ومعها المجتمع الدولي الغارق في النفاق، كل السنين الماضية من الحرب الإرهابية على سورية عندما وقفا موقف المتفرج، بل أكثر من ذلك فقد دعمت الكثير من الدول التنظيمات الإرهابية ومازالت تدعمها إلى يومنا هذا، ومثال ذلك الولايات المتحدة الأميركية التي تواصل رعايتها لتنظيم داعش الإرهابي وميليشيا قسد بشكل مناف للقانون الدولي والمبادئ التي قامت على أساسها الأمم المتحدة، ويسير على خطاها كل أتباعها في الإقليم والعالم.
وأمام جريمة الحرب النكراء التي يرتكبها بحق الإنسانية نظام أردوغان وإرهابيوه في منطقة رأس العين، جهاراً نهاراً وعن سابق الإصرار والترصد، فإننا لا نعول على الموقف الرسمي العالمي الذي صم أذنيه وأغمض عينيه عن جرائم أردوغان المتواصلة منذ عدة سنوات في سورية، وإنما نعول على موقف شعوب العالم جميعها، ونطالبها بأن تنتصر لحقوق الإنسان التي ينتهكها النظام التركي في سورية، وأن تقف إلى جانب حق السوريين في الحياة مثلهم مثل بقية شعوب الأرض.
نافذة على حدث- راغب العطيه