الثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
هو أمرُ الوباء، في زمنِ الابتلاء.. الزمن الذي أوجعنا، تضمَّدنا، صمدنا، فأفجَعنا.. بهواءٍ استشرى فيه، داءٌ لا يكفيه.. حقدُ من فقد أخلاقه، باعها لأعداءِ آفاقه.. من واجهناهم فارتدوا، تأبَّطوا غدراً وامتدّوا.
اعتلَّت صيحات دعوتنا، لمحبّة تعافي أمّتنا.. لطمأنينة تقينا، من خوفٍ عشعش فينا.. من الشرورِ وهواها، وأنفاس كانت تهواها.. جراثيم الموت بأنواعه، هم ليسوا إلا صنَّاعه.
أيُعقل أن نرتابْ، حتى من الأحباب؟!.. إن اقتربنا ابتعدوا، وإن ابتعدنا ارتعدوا.. قد أرعبنا فيروس، كم أرعبته نفوس.. ما أكثر ما عزلتنا، وكمَّمت فرحتنا.. صرنا المناعة القوية، نحن أبناء سورية.
عالم يضطرم بعدائه، يتمزّق فيه أبنائه.. بأنيابٍ شرسة لا تشبع، تتشهَّى الإنسان يركع.. لضباعٍ شاءت إذلاله، فافترسته وآماله.. تركته بقايا ويل، في أكثرِ من ليل.
تصحو فيه شيطنته، ويغفو الوعي وعقلنته.. يغفو وهو يتوجس، من حلمٍ يخشاه أوحش.. من حياةٍ قذفته، في تيهٍ فاقم عزلته.. وحيد يلوك ذاته، تتضخّم فيه خيباته.. خيباتُ من ابتلاه، بأوبئةٍ شتى ونهاه:
لا تصافح، لا تعانق: لا تحيا إلا لتفارق.. كلّ الأحبة فتجمّل، بالصبرِ وأبداً لا تسأل.. عن موتٍ يسري فيك، تسلّل منكَ إليك.. لا تسأل إن العالم، يدور بعجزٍ يتألم.. يطلق شهقته الأخيرة، مدفنه ذاكرة الحيرة.
دعه وتنفَّس ذاتك، بحنجرةِ الحب فمأساتك.. ما آلت إليه القلوب، في الزمن المقلوب.. زمن النكران فلا تنكر، اسطعْ كحقيقةٍ تأمر