وللحُلم بقيّة.. بصمة شباب سورية في صحنايا

الثورة أون لاين- ميسون حداد:

عندما يسود الركام المشهد، ينحسر اللون، ويفرش الظلّ الثقيل ثوبه على مساحات الأيام، عندما تتوالى الأزمات لتحاصر شعباً يعشق الحياة، بين إرهاب السلاح والأمراض، تنهض عزيمة الأرواح التي لا تستكين لتمدّ يدها إلى خيوط الشمس، وتغزل من جديد ثوب الحياة.
هذه هي الأرواح الشابّة في سورية، التي لا تأبه لعجلة الأيام، ومع انبثاق المبادرات العديدة التي رأت في الأزمات فرصاً تعكس ماهيّة الإنسان، وتنقذ من وقع في وحل اليأس، كانت بصمة شباب سورية، فريق شبابيّ من هذه المبادرات، تأسّس مع بدء الأزمة عام 2011، كمؤسسة أهليّة غير ربحيّة، تسعى إلى نشر الوعي المجتمعيّ في كلّ المجالات، ثقافية– اجتماعية- اقتصادية، يشمل عملها كامل التراب السوري.
بصمة شباب سورية، لها انتشار جغرافي واسع، كان لنا هذا اللقاء مع السيّدة “أحلام كشيك” مديرة فرع صحنايا والأشرفية لبصمة شباب سورية، وما دفعنا له الحضور المميّز لشباب البصمة في صحنايا من خلال ما قدّموه للمجتمع خلال فترة زمنية ليست بطويلة.
*- البداية في صحنايا
الانطلاقة في صحنايا كانت في شهر كانون الثاني /2020، بدأنا بالإعلان عن المؤسسة والتعريف بمبادراتها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحنا باب التطوّع وبدأ تشكيل فريق العمل من مختلف أطياف المجتمع ومن كلّ الاختصاصات والأعمار، براعم البصمة تبدأ من عمر 11سنة والباقي من جميع الأعمار، البداية كانت مع 11متطوعاً ومتطوعة، وبدأنا المشوار يداً بيد حتى وصلنا إلى 48 متطوعاً ومتطوّعة بهمّة أبناء صحنايا.
*- التمويل
مبادراتنا موّلها أهل الخير الذين بدؤوا بالمساعدة عندما شاهدوا ثمار العمل الإنسانيّ على الأرض، وتبرّعات من فريق العمل الذي لم يبخل بجهده ووقته وماله، عملنا تطوّعي بالكامل ويعتمد على دعم المتبرعين.
*- المبادرات في صحنايا
• مبادراتنا كانت ببداية شهر كانون الأول (إيد بإيد) لنتعلم ونعلّم دورات تدريبية للأطفال قبل الامتحانات، ثم بدأت المبادرات بالتزامن مع بداية تفشي وباء كورونا، تأخذ اتجاهاً خاصاً.
• مبادرة (كتّر خيرك ليلبس غيرك) والتي عملنا فيها على جمع الملابس وتعقيمها وكويها وتوزيعها للمحتاجين، وبمبادرة (حبّة بمحبة) وتقوم على جمع الأدوية من الأهالي والصيدليات والأطباء وتوزيعها لكل محتاج بالتعاون مع صيدلانية المؤسسة، كما جمعنا تبرعات غير مادية من الأهالي عبارة عن أغراض تساعد بهذه الفترة الحرجة (خضار، منظفات، زيت، سكر، رز، وفوط أطفال، عجزة، حليب أطفال) وهذا كان بتبرع ومساعٍ من المغتربين السوريين، كما قمنا بتوزيع كمّية من الأدوية، وتقديمها لمستوصف الهلال الأحمر في صحنايا ومستوصف الأشرفية وتوزيع سلل غذائيّة للأهالي الأكثر حاجة بتبرع من أهل الخير ومن خلال مبادرة (فكر بالغير ليبقى بلدنا بخير) قمنا بوضع سلل على أبواب محال الخضار و طلبنا وضع (حبة) من كلّ شخص يرغب بالمساعدة بهذه السلل ومن ثم قمنا بفرزها وتوزيعها للمنازل المحتاجة، أيضاً وزّعنا كمية من اللبنة والجبنة بالتعاون مع شركة كبول الغذائية.
• ومنعاً للتجمع أمام المؤسسات الاستهلاكية، قمنا بجمع البطاقات الذكية من الأهالي وتوزيع السكر والرز للمنازل حفاظاً على سلامتهم، كما قمنا بتوزيع كمامات مجاناً للمواطنين، وتوزيع الخبز على المنازل لتخفيف التجمع والازدحام بالتعاون مع المعتَمدين، بحيث وزعنا يومياً /500/ ربطة خبز بتبرع من أهل الخير طوال فترة الحجر، كما تمّ تنظيف أراضي زيتون صحنايا بالتعاون مع المجلس المحلي للبلدة.
• في عيد الشهداء وتخليداً لذكراهم تمّت إضاءة الشموع بضريح الجندي المجهول بصحنايا والأشرفية، وتم تأمين كرسي لجريح حرب مبتور الساقين وعكاز لشخص مسنّ، وكانت حملة (معاً الناس للناس) تهدف لتسديد ديون الجرحى بالصيدليات، وقمنا بتعقيم شوارع البلدة بالتعاون مع المجلس المحلي لبلدة صحنايا، وفي المستقبل القريب سيكون هناك تعاون مع الصيادلة والأطباء ليكون هناك مساعدات خاصّة بأسر الشهداء وأسرى الحرب.
• في عيد الفطر كانت لنا مبادرة توزيع الحلوى والبالونات على الأطفال والمارّة بجوّ من الفرح والسعادة وقمنا بمعايدة المسنّنين بدار الحنان وإدخال الفرحة لقلوبهم.
• طلبة صحنايا كان لهم دورات مكثّفة مجانيّة لصفّي التاسع والبكالوريا لمدة 15يوم لكلّ المواد، شارك في الدورة 25 طالب بكالوريا و 30 طالباً في الصف التاسع، وذلك بهمّة 11 أستاذاً وآنسة تطوّعوا بعلمهم ووقتهم مشكورين.

*- المشاريع المستقبليّة
في مخططنا إقامة نادٍ صيفي لأبناء الشهداء وقد بدأنا بالعمل لفترة قصيرة وتمّ إلغاؤه بسبب الوضع الصحي بالمنطقة كما نسعى قريباً لإقامة دورة محو أمية للكبار بحسب الظروف الصحيّة، والكثير من المبادرات التي تساعد كلّ محتاج في صحنايا والأشرفية من كلّ الشرائح، وتبقى الصعوبات التي تعترضنا حاليّاً هي فقط الوضع الصحي بانتشار فيروس كورونا في المنطقة والخوف على صحّة المتطوّعين رغم أخذ الاحتياطات اللازمة.
هي حرب خاضها السوريون، سطّر فيها الشباب ولا يزال، فوز الحلم والإنسانيّة والاستمراريّة والعطاء، وأثبتوا يوماً بعد يوم أنهم يحملون نفساً نبيلة، وإرادة صلبة، وروحاً متجددة، ولا يسعني إلا أن أختم مع درويش: ( نحن أحياء وباقون.. وللحلم بقيّة).

آخر الأخبار
"الإسكان" تحدد استراتيجيتها الوطنية حتى 2030..  مدن متكاملة ومستدامة وآمنة ومجابهة للتغيرات المن... أمام اختبار التدفئة المركزية.. طلاب الثانوية المهنية الصناعية: سهل وواضح "التحول الرقمي".. ضرورة ملحّة في ظلّ تضخم النظام البيروقراطي استمرار الاستجابة لليوم السادس والنيران تصل الشيخ حسن في كسب  "بسمات الأمل".. رحلة الدعم في قلب سوريا الجديدة  720 سيارة سياحية من كوريا الجنوبية تصل مرفأ طرطوس.  المستقبل يصنعه من يجرؤ على التغيير .. هل تقدر الحكومة على تلبية تطلعات المواطن؟ الخارجية تُشيد بقرار إعادة عضوية سوريا لـ "الاتحاد من أجل المتوسط" فرق تطوعية ومبادرات فردية وحملة "نساء لأجل الأرض" إلى جانب رجال الدفاع المدني 1750 طناً كمية القمح المورد لفرع إكثارالبذار في دير الزور.. العملية مستمرة الأدوية المهربة تنافس الوطنية بطرطوس ومعظمها مجهولة المصدر!.  السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"