الثورة أون لاين- بقلم مدير التحرير :بشار محمد:
مشهد الأحداث في المنطقة ابتداءً من الحدود اللبنانيّة مع شمال فلسطين المحتلّة مروراً بالأراضي السّوريّة والعراقيّة وصولاً إلى طهران يكشف حجم تكثيف ضغط محور العدوان الصهيو- أميركي على محور المقاومة بكامل جغرافيّته.
المشهد بدأ مع محاولات استفزازيّة من العدو الصهيونيّ للمقاومة الوطنيّة اللبنانيّة على الحدود اللبنانيّة بهدف جرّها لمواجهة بتوقيت حدّده العدو يتناسب والواقع السياسي الذي خلّفه تفجير مرفأ بيروت ظنّاً من الإسرائيليّ أنّ المقاومة ستكون تحت ضغط الداخل اللبنانيّ.
ما جرى بالأمس من عدوان على المنطقة الجنوبيّة في سورية يندرج تحت مشهد تكثيف الضغوط على محور المقاومة التي تمثّل سورية فيه الحلقة الأساس رغم ما تعانيه من حصار اقتصاديّ وإرهاب واحتلال.
العدوان يتكامل مع ما تقوم به قوات الاحتلال الأميركيّ وأداته العميلة ميليشا “قسد” في الجزيرة السّوريّة من جرائم ضدّ الإنسانيّة بمختلف أشكالها، ومنها حرمان أهالي الحسكة من مياه الشرب حيث قامت مجموعات “قسد” المدعومة من الاحتلال الأميركيّ بالاعتداء على العمّال في محطّة مياه الحمّة بريف الحسكة الغربيّ، وطردهم منها ما يهدّد وصول مياه الشرب إلى الأهالي في المدينة في خطوة تفضح تبادل الأدوار مع المحتلّ التركيّ الذي سبق وارتكب ذات الجريمة بقطع مياه الشرب من محطّة علوك.
وفي العراق تعمل الأيادي الصهيو أميركيّة على إعادة إحياء تنظيم “داعش” الإرهابيّ لاستنزاف العراق وتحييده عن عمقه، وبثّ مشاريع سياسيّة مشبوهة في المنطقة تخدم المخطّطات الأميركيّة وصولاً إلى تجديد العقوبات ضدّ طهران، وزيادة حصارها الاقتصاديّ بهدف تكبيلها إقليميّاً.
الهدف من تأجيج المشهد في المنطقة انتزاع تنازلات من محور المقاومة، أو جرّها لمواجهة عسكريّة بتوقيت يختاره العدوّ هرباً من أزمته الداخليّة لتسجيل نقاط يصرفها الأميركيّ والإسرائيليّ معاً في السباق الانتخابيّ.
الوقت المناسب للمواجهة يحدّده محور المقاومة كما عوّدنا في كلّ الانتصارات التي صنعها ضدّ العدو الصهيونيّ وحلفائه من العام 2000 حتى وقتنا الحالي .
فالصبر الاستراتيجيّ الذي ينتهجه المحور ككلّ، من طهران إلى بيروت مروراً بواسطة العقد دمشق، هو جزء أساس من المواجهة الحتميّة لفرض ساعة الصفر بتوقيت محور المقاومة.