“أتكلم لأوجد فإذا بي أمّحي خلف اللغة التي أتكلمها”..
تفكر أن معنى اللغة التي ترد في عبارة ميشيل فوكو يمكن أن تتماهى ولغة الحب أو لغة المشاعر أو أي لغة أُريد لها أن تحيا داخلنا..
تقول في سرها: أحببت لأوجد فإذا بي أتلاشى خلف المشاعر التي أمتلكها..
يبدو أن لغة المشاعر ليست “المنقذ” كما اعتقدت.. وفي حين اعتبرتها مخزناً سرياً دفيناً يمدّها بطاقة لاتنفد تواجه عبرها عبثية الوقت.. تنبّهت إلى أنها مثل أي شيء آخر في هذه الحياة، حين تنتهي فإنها تكرّس الإحساس بالمزيد من الفراغ.. ذلك النوع من الفراغ الذي يأكل الروح ويلقيها جثةً هامدة تنتظر من يعيد إنعاشها.
ربما نحن جميعاً، نمّحى خلف لغة “الحب” لكنه ذلك الانمحاء الذي يعني نوعاً من خلق جديد.. امتلاك كينونة متجددة بفعل أنبل وأجمل العواطف..
ماذا نفعل عندما يكرّس الضد..؟؟
وهل فعلاً يُطلق عليه “حبّاً” إن لم يمنح الحياة غنى ووهجاً يزيدها جمالاً..؟؟
فراغ الحب لا يعني أن لا نمتلك شيئاً نفعله..
فقائمة اللحظات مليئة بالكثير من الأشياء التي تمنح خداع العيش..
ثمة نوع من فراغٍ يتماهى ومعنى الخواء.. يتردد صداه كنوع من صفير يتصادى بين جدران أرواحنا..
إنه عدم الامتلاء داخلياً.. روحياً..وأيضاً عشقياً..
يجعل كل الأشياء والأفعال باهتة.. لا لونَ واضحاً لها.
” أنمحي خلف اللغة التي أتكلمها”..
وخلف المشاعر التي أمتلكها..
لا ضير في كل ذلك..
لطالما أدّت إلى نوعٍ من وجودٍ جديد حتى لو كان ظاهره الانمحاء والاختفاء.
لا مانع من تجربة اختبار فراغات الحب.. تلك اللحظات التي يخلّفها وراءه..
معجونةً بالانتظار..
ثم تكتشف بريق الفراغات تلك.. نقطة جاذبيتها.. التي تعني إعطاء فرصة جديدة للامتلاء.. واختبار مزيد من تجارب الحياة والحب والعاطفة.
رؤية- لميس علي