ثورة أون لاين – بشرى فوزي:
يعتبر التنمّر الالكتروني امتداداً لمصطلح التنمر بشكل عام فهو مشكلة قديمة حيث يعود التنمر إلى النزعات الاجتماعية الخفية والأحكام المسبقة والتمييز وغالباً ما يؤثر على الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص محمية كالعرق والدين والحياة الجنسية والهوية والإعاقة أكثر من غيرهم.
كما تعدّ ظاهرة التنمر الالكتروني أمراً سيئاً للغاية ولكنها ليست محصورة ضمن الألعاب الالكترونية فقط، حيث يحدث التنمر في الألعاب التي تتضمن تواصلاً مباشراً مع لاعبين آخرين عبر شبكة الانترنت ولذلك فمن الطبيعي وجوده في بيئة اجتماعية مترابطةسواء أكانت واقعية أم الكترونية.
يؤكد المستشار بالدعم النفسي والاجتماعي محي الدين حلبي أنّ التنمر الالكتروني لا يأتي من قبل الناس الذين يعرفون المتلقي بل يتم إرساله من مجهول كما يمكن للتنمر الالكتروني المجهول أن يقوّض إلى حد كبير الشعور بالثقة والأمان بالنسبة للأشخاص الذين يتلقونه كما يصعب إثبات التنمر دون تدخل السلطات المختصة وكانت سورية من الدول التي أنشأت فرعاً خاصاً لمكافحة الجرائم الالكترونية وملاحقة ومقاضاة مرتكبيها للحد من انتشارها.
كما يبين المستشار النفسي محي الدين حلبي أنّ التنمر يتواجد وبكثرة في الألعاب الالكترونية حيث ينتشر بشكل أكبر في بيئة مليئة بالتنافس وهي بيئة صغار السن غير الناضجين وفي حال حدوث التنمر خلال استخدام هذه الألعاب فإنّ اللعبة تمنح المستخدمين حق تقييم المنافس والإبلاغ عنه فقد تقوم بمعاقبته بحرمانه من اللعب لساعات أو طرده خارج اللعبة بشكل نهائي وذلك في حال عدم اتسامه بالأخلاق والسلوك المناسبين.
ويشير حلبي إلى أهمية دور الآباء بتوجيه وتنبيه أطفالهم وفي سن مبكرة لعدم ممارسة التنمر أو التأثر به حيث تعتبر توعية الآباء لأبنائهم في المقام الأول وذلك بتحذيرهم من عدم الانخراط في الحديث مع الغرباء وخاصة الأكبر سناً منهم خارج أسوار وحدود الألعاب إضافة إلى أهمية مراقبتهم خلال لعبهم للألعاب الجماعية عبر الشبكة وتحديد وقت للعب وعدم ترك الوقت مفتوحاً بالنسبة لهم. كما تحدث حلبي عن أهمية مراقبة ومعرفة التصنيف العمري للألعاب الالكترونية والبحث عنها عبر الشبكة خاصة وأنّ العديد من المواقع والشبكات المتخصصة بالألعاب تتيح للأهل فرصة تحديد فيما إذا كانت هذه الألعاب تناسب أبناءهم أو لا، حيث تنشر هذه المواقع مراجعات وتقييمات لتلك الألعاب وبذلك يملك الأهل صلاحية حجب وحذف أي محتوى يرونه لا يناسب أولادهم كما يمكن ربط حساب الأب أو الأم مع حساب الطفل وذلك لمراقبته عن كثب.
وبحسب الأستاذ محي الدين حلبي فإن التنمر الالكتروني هو إيذاء الآخرين بطريقة متكررة وعدائية عن طريق استخدام الانترنت (الايميل – الألعاب الالكترونية – الرسائل النصية – وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وفيسبوك وانستجرام وغيرهم.
وفيما يخص أشكال التنمر الالكتروني يبين حلبي أنّ لها أشكالاً وطرقاً متنوعة تتنوع بين رسائل كره للأطفال وإشاعات وأكاذيب يتم إطلاقها عن الشخص المتنمر عليه واستخدام صور ومقاطع للأشخاص بدون إذنهم ونشرها بدون علمهم.
أمّا السخرية وبث رسائل مؤلمة وعنصرية عبر التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها فلها الحظ الأوفر من التنمر
كما يُعتبر تأييد التعليقات الساخرة تنمراً أيضاً إضافة إلى التهديد بنشر صور ومحادثات خاصة والابتزاز والتهديد والتحرش ويكون بإرسال صور ورسائل مؤذية وغير مرغوبة تسبب أذى في مشاعر الأشخاص المتلقين.
ويؤكد حلبي أنّ التنمر الالكتروني موجود وبكثرة في الألعاب الالكترونية وجميع مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لأنّ المتنمرين يختبؤون وراء أسماء وصور وهمية والأمر ذاته في الألعاب الالكترونية حيث صغار السن والمراهقين نسبة ٧٢%من اللاعبين.
في الختام يجب أنّ نفرّق بين النقد والتنمر فالنقد يبني العقل ويفتح مجالات للحوار والتطور، أمّا التنمر فهو على العكس تماماً وربما يؤدي لنتائج لا تُحمد عقباها.