عام أو مهني، سؤال يتردد على ألسنة الكثيرين مع كل عام ومع صدور نتائج امتحانات شهادة التعليم الأساسي، وتحديد درجات القبول في الصفين الأول الثانوي العام أو الأول الثانوي المهني، حيث الأنظار والآمال للطلبة وللأهل ترنو للتعليم العام كونه بنظرهم السبيل لتحقيق أحلام الطلبة في الوصول للمراحل الدراسية الجامعية بتنوعها واتجاهاتها كفروع علمية أو أدبية.
إذ لطالما كان شبح الهروب من التعليم المهني هاجساً كبيراً يعيشه طلاب شهادة التعليم الأساسي، فلا يهم نجاح الطالب بقدر ما يهم في هذا النجاح تحقيق درجات مناسبة تضمن للطالب قبوله في التعليم العام وتجنبه الوقوع في متاهة التعليم المهني حيث النظرة الدونية لهذا التعليم بقيت حتى بعد سنوات كثيرة من إحداثه وتحديد أهدافه الكبيرة في آن يكون تعليماً مميزاً يبدع فيه الطالب بمختلف مجالاته المهنية من صناعية وتجارية ونسوية.
إضافة لما يمكن أن يحققه التعليم المهني من تلبية متطلبات سوق العمل بالكوادر المؤهلة والأيدي الخبيرة المدربة لطلاب أخذوا قسطاً كافياً من الخبرة المبنية على التعليم والتدريب العملي الذي يعزز ويدعم تمكن الطالب من المعارف النظرية في المنهاج ويجعله أكثر قدرة على ممارسة مهنته وإتقان عمله وتحقيق مردود واستثمار أكبر في ذلك.
ومن أهميته ودوره في عملية التنمية لكونه تعليماً يعد الاستثمار فيه من الاستثمارات المهمة التي تضمن أفضل النتائج والأهداف، وبنظرة محللين وخبراء لهذا التعليم بين الهدف والواقع، وفي وقت تتضح فيه أهمية اليد العاملة الخبيرة وحضورها في سوق العمل بكافة تنوعاته، لاشك هناك الكثير من متطلبات هذا التعليم واحتياجاته التي تفرضها التطورات المتلاحقة ومن شأنها مواكبة تسارع عملية التنمية بشكل عام.
وبالرغم من أن التربية تسعى لتطوير جوانب التعليم المهني، إلا أن هذه المساعي مازالت محدودة جداً قياساً باحتياجاته المتعددة ومستلزماته، مناهجه قديمة والتدريبات العملية الداعمة للجانب النظري فيه قليلة، وما يعانيه من تسرب الطلاب منه وعدم مواكبة كثير من مهنه لحاجة سوق العمل.
فتطويره يتطلب أن يولى الاهتمام والمتابعة، ويبرز هنا دور القطاع الخاص وغرف الصناعة والتجارة وغيرها من الجهات الأخرى إلى جانب التربية لدعم تعليم مهم يجب ألا يقل أهمية عن التعليم العام سواء بتأمين المستلزمات أم التدريبات العملية أم إحداث مهن جديدة تتناسب وسوق العمل والاهتمام بخريجيه ليحقق المطلوب والهدف المأمول.
حديث الناس – مريم إبراهيم