الثورة أون لاين- عبد الحميد غانم:
لا يتوقف النظام التركي عن تهديد الأمن في المنطقة و تعريضها لأخطار الحروب واشعال النزاعات مع جيرانه.
فقد اكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن تركيا تعرض الأمن الإقليمي للخطر من خلال أعمالها الخارجة عن القانون وممارساتها في شرق المتوسط .
وقال: “ان تركيا تقوض القانون الدولي وتعرض الأمن الإقليمي للخطر عبر سعيها لتبديل الواقع الجغرافي”.
وأكد ميتسوتاكيس أن على النظام التركي التوقف عن إطلاق التهديدات ضد اليونان قبل عقد أي محادثات بشأن خفض التوتر.
ومن المعروف ان تركيا في نزاع قديم متجدد مع جارتيها اليونان وقبرص وتحتل جزءا من شمال قبرص، إضافة إلى تعديها على المياه الإقليمية لهما وتحاول سرقة الثروات الباطنية فيها.
وقد تسببت تركيا في القرن الماضي بحرب مع اليونان ونزاع مستمر حتى الان، اذ كانت تركيا تسعى من اجل احتلال كامل قبرص.
ويواصل النظام التركي خطواته الاستفزازية شرق البحر المتوسط حيث كشف عبر خريطة نشرها عن مطامعه بالتنقيب عن الغاز في مناطق تقع قبالة سواحل جزر يونانية وأرسل مؤخرا سفينة للمسح الزلزالي ترافقها سفينتان عسكريتان قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية ما أثار غضب اليونان التي حذرت من أنها سترد بقوة على أي تحركات تركية معادية.
وقد وضعت اليونان شرطا لبدء مفاوضات مع تركيا تستهدف تهدئة التوترات بين البلدين في منطقة شرق البحر المتوسط.
يبدو أن نظام اردوغان يعمل من اجل رفع حدّة التصعيد والتوتر في منطقة شرق المتوسط التي قد تزداد مع الأيام والأشهر القادمة، والتي سيكون عنوانها الأبرز “لعبة الصراع على الغاز والنفوذ” وهو صراع يتداخل بعده الاقتصادي ببعده العسكري ويفرز حزمة من الصراعات الثنائية ومتعددة الأطراف تطرح أسئلة ذات طبيعة جيوسياسية تتعلق بمستقبل المنطقة ومستقبل دولها ومكانتها.
اذ تشهد منطقة شرق المتوسط استعدادات عسكرية لوحت بها كل من تركيا من جهة واليونان وفرنسا من جهة أخرى، إثر بدء تركيا التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة جزر يونانية، واتهمت أثينا على إثرها أنقرة بالتنقيب بشكل غير مشروع، بينما ترد أنقرة بأنها تنقب في مناطق تنتمي إلى جرفها القاري.
وكان الشهر الماضي شهد اصطداما خفيفا بين فرقاطتين تركية ويونانية.
وأجرت اليونان وفرنسا وإيطاليا -الحلفاء في حلف الناتو- تدريبات عسكرية في المنطقة نفسها من البحر المتوسط، كما أجرت تركيا -وهي عضو أيضا في الحلف- تدريبات بحرية.
وأعلنت تركيا أن روسيا تعد لإجراء مناورات بحرية بالذخيرة الحية الشهر الجاري في شرقي المتوسط، وهو الذي أثار جدلا غربيا.
لكن الرد الروسي جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إن موسكو لا تبحث عن مكتسبات من خلال تصادم الحلفاء والدول في منطقة حساسة كشرق البحر الأبيض المتوسط، وأضافت أن روسيا تدعو إلى حل المسائل الخلافية بين الدول عن طريق الحوار السياسي وبناء الثقة، والبحث عن الحلول التي تلائم جميع الأطراف والمبنية على قواعد القانون الدولي.
الا ان تركيا تحاول ان تستغل هذا الوضع لتحقيق اطماعها في شرق المتوسط والهيمنة موارد الغاز وانابيبه.
ان محاولة تركيا السيطرة على موارد الغاز الطبيعي، وأنابيبه وممراته أمر يرفضه البعض في الغرب كفرنسا ويحظى برضى امريكي وصهيوني، وهو ما يبرر تماهي الإدارة الأمريكية مع اعتداءات نظام اردوغان ضد سورية والعراق وتدخله السافر في ليبيا ولبنان وغيرها.