يتزايد عدد الشهداء من أطباء الوطن في صراعهم مع فيروس كورونا المستجد، صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحوّلت إلى دفاتر عزاء كبيرة، فلا يكاد يمُر يوم إلا ويتم نشر نعي لأحد جنود الجيش الأبيض إثر إصابته بفيروس كوفيد 19، وتتوالى الأخبار عن سقوط العديد منهم في معركتهم على الخط الأمامي في المواجهة، بعد أن انتقل إليهم هذا الفيروس القاتل وهم يتعاملون مع مرضاهم.
لن يتخلى الأطباء عن واجبهم في معركتهم، على الرغم من تعرضهم وأسرهم لمخاطر العدوى المتكررة، التى تصيب البعض منهم بإصابات خطيرة ويلقى العديد منهم حتفه بسببها.. نجدهم جنوداً متأهبين في خط الدفاع الأول ووقت الأزمات، ويرسم التعب والإرهاق ملامحهم، يضحون بحياتهم في سبيل بث الأمل داخل نفوس المرضى.. وجهودهم وتفانيهم أكبر تضحية، فعندما وقع العالم تحت تهديد خطر فيروس كورونا- الذي أوقف الحياة في جميع الدول- كانوا أبطالاً خارقين في ردائهم الأبيض في قلب المستشفيات، اتخذوا القرار.. محاربة الوباء لاستمرار الحياة.
نقف عاجزين أمام تضحياتهم العظيمة، كيف لا وهم يجابهون عدوا لا يُرى، أطباء وممرضون وفنيون يتواجدون على الخطوط الأمامية يضعون أنفسهم في الخطر لمحاربة هذا العدو الخفي، جنود مجهولون يعملون ساعات طويلة ومتواصلة يتحملون مخاطر كبيرة لإنقاذ حياة المرضى وهم الأكثر عرضة للعدوى بسبب تواجدهم الحتمي وسط المرضى لرعايتهم.. وها هي الأيام حفرت آثار الكمامات والنظارات الواقية على وجوههم.
حمايتهم من خلال توفير وسائل الوقاية الآمنة الآن يجب أن تكون محل الاهتمام الأول بالنسبة للمعنيين، خاصة في ظل ارتفاع أعداد الإصابات، وأي طبيب يختلط بحالة إيجابية يجب التأكد من إصابته أو عدمها حفاظاً على سلامته وزملائه، مع توفير أقسام عزل خاصة لأعضاء الطواقم الطبية لضمان سرعة علاجهم، وهذا حق أصيل لهم حتى لا نخسر المزيد منهم في الدفاع عن سلامة وصحة الوطن.. متمنين أن تتم معاملة الأطباء المتوفين نتيجة الإصابة بفيروس كورونا كـشهداء.
أروقة محلية – عادل عبد الله