في معناها .. تعني المكافأة على تحقيق منجز إبداعي لا فرق إن كان أدبياً أو علمياً أو منجزاً فنياً.
وفي هدفها .. تسعى إلى تحفيز المواهب وخصوصاً الشابة منها لإطلاق العنان لأقلامهم وما تجود به من إبداع، وهي في الآن نفسه تخلق روح المنافسة والسعي لتقديم الأفضل.
أما في أصلها .. فهي أسلوب اعتادته المؤسسات الثقافية للاعتراف بقيمة المبدع وقيمة، ما ينتجه وأثره في الحياة.
وكثيرة هي الجوائز العالمية منها والعربية والمحلية التي تؤكد في مضمونها على أهمية السعي نحو تطوير المجتمعات والنهوض بالآداب والفنون والبحث العلمي، في عالم أصبح اليوم قرية صغيرة عبر الفضاءات المفتوحة والصراع المحموم للاستيلاء على الخطوط الأمامية في مجالات العلوم كافة، فمعيار القوة لم يعد بعدد الرجال بل بما تملكه كل دولة من أسلحة العلم والتكنولوجيا وارتفاع خطها البياني في عالم الإبداع والاختراع، ونهوض الثقافة والفنون لأنها من أهم مظاهر الحضارة في عالمنا اليوم.
ربما ساقني خبر إطلاق الفنان التشكيلي العالمي سبهان آدم لجائزته السنوية (الخاروف الذهبي) بهدف دعم وتشجيع المواهب الإبداعية، للحديث عن أهمية الجوائز أولاً، ومن ثم تلك المبادرات الفردية للاحتفاء بالابداعات سواء على صعيد الفن التشكيلي أم الروائي، كما في جائزة الرواية التي أطلقها د. محمد الحوراني إيماناً منه بقدرة الكلمة على تعزيز الروابط الإنسانية القائمة على المحبة لتجاوز المحن، ومن قبلها جائزة نبيل طعمة التي رعاها اتحاد الكتاب العرب.
وهذا بدوره يؤكد دور المثقف في رفد المشهد الثقافي والفني بمواهب جديدة، جنباً إلى جنب مع المؤسسات الثقافية، فلا ضير أن يساهم المثقفون بمشروع نهضوي تنويري (وهذا دورهم الحقيقي) ونشر الثقافة كأسلوب حياة.
ولايختلف اثنان بأن الثقافة باتت حاملاً أساسياً في حياة الأمم والشعوب، فكيف إذا كان أعداؤنا يراهنون على ثقافتنا وهويتنا وأصالتنا، فلاشك المهمة جديرة بالعناية لخلق جيل يؤمن بوطنه وانتمائه تحت رايته الخفاقة في سماء وطن حر، أبناؤه هم جنده وسوره الحصين.
رؤية-فاتن أحمد دعبول