مما لاشك فيه أن الشباب هم عماد التقدم لمستقبل الدول، والسبيل إلى نهضة المجتمعات، والعنصر الأهم فيها، وبالتالي عندما تقوم الجهات المعنية بدعمهم وتقديم كافة السبل لتقدمهم ونجاحهم فيعني هذا أننا نسير في الاتجاه الصحيح.
في الأمس القريب وعلى سبيل المثال لا الحصر قام المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق بإجراء مسابقة للفن التشكيلي شارك فيها عدد من الشباب ليعرضوا أعمالهم ويتنافسوا في ما بينهم، ومن جهة أخرى انطلقت من ساحة الدلبة بمشتى الحلو في محافظة طرطوس فعاليات ملتقى الدلبة الثامن للثقافة والفنون الذي تنظمه فعاليات اقتصادية وأهلية من أبناء المشتى تحت عنوان “للناس.. للحياة”..
المنظمون لهذا الملتقى اختاروا مجموعة من الشباب والشابات من الخريجين الجدد للمشاركة بالملتقيات الفنية ولخلق حراك فني ثقافي أنعش المنطقة بما حولها…
ما نريد قوله أن هكذا مبادرات سواء كانت من جهة عامة أو خاصة لها دور كبير في بناء المجتمع، فهي تخلق روح المبادرة والمنافسة والتشجيع، وتمنح فرص المشاركة للذين يبحثون عن مَن يمد لهم يد العون.. لاسيما أن ثمة فعاليات تدخل في دائرة التجاهل والتناسي.. فهي تبحث عن الاسم الكبير والمشهور فقط.
بالطبع ليس المقصود التدخل في أسلوب أحد أو الاعتراض على ذائقة أحد أو الانتقاص من جهد مبذول، لكننا نقول يجب أن يتم التعامل والتقويم مع الإبداع نفسه، وأن يُتخذ الموقف بناء على الجهد والجدية في العمل، فلدينا الكثير من الشباب الذين يحملون طاقات هائلة سواء في المسرح أو الفن أو الأدب أو أو …
وبالتالي مسؤوليتنا جميعا تشجيع التفكير الإبداعي متعدد التخصصات، وإيجاد بيئة حاضنة لتشجيع الإبداع عبر خلق مساحات للبحث والتطوير، وأن يكون المشهد الثقافي حافظا لحقوق الشباب وليس محفوفا بالتجاهل، الأمر الذي يعود بالفائدة على المجتمع وعلينا جميعاً، فللإنصاف ما طُرح من آراء وما قُدم من أعمال شبابية في مختلف صنوف الإبداع يستحق الوقوف عنده، بل يستحق الاحترام والمناقشة.
رؤية – عمار النعمة