سارعت مجموعات من الشباب والشابات لإطلاق حملة لإعادة تشجير الجبال المحروقة في مصياف واللاذقية، ربما هم أنفسهم من سارع للمساعدة في إطفاء الحرائق، حيث كانوا عونا لرجال الاطفاء لمنع النار من الوصول إلى البيوت وإلى المزيد من القرى.
مجموعات أخرى اقترحت على وزارة التربية تخصيص يوم للتشجير لطلاب وطالبات المرحلة الثانية والثالثة من التعليم الأساسي، مع بداية العام الدراسي الجديد.
ان هذه المبادرات تعكس رغبة بعدم الاستسلام للخسارة الفادحة في الأشجار والنباتات، ودافعية للمشاركة في تعويض تلك الخسارات، وبالسرعة القصوى.
قد يستطيع المتطوعون والمتطوعات جمع تبرعات والحصول على الغراس، وقد يتعاونون مع وزارة الزراعة، لكن هذا لايكفي، لابد من تعاون جدي وسريع بين وزارة الزراعة وكل المجموعات الراغبة بالمساهمة، ووضع خطة لتنظيف المناطق المحروقة، والبدء باعادة تشجيرها، صحيح أن نمو الغراس سيأخذ وقتا يمتد لسنين، لكنها الحل الوحيد والسريع للتعويض والإحياء.
قد تنشب الحرائق في الجبال والغابات بسبب الحرارة العالية، لكنها تنشب أيضآ بسبب الاهمال، اهمال الناس الذين يقصدونها بهدف الترويح عن النفس، واهمال مراقبي الحراج، وهذا يفرض تشديدا في اختيار المراقبين ليؤدوا عملهم بكل انتباه، كما يفرض باب التعاون مع المتطوعين والمتطوعات للمساهمة في المراقبة وخاصة في أيام الحر الشديد.
إن الألم والحزن الذي سببته حرائق جبالنا خلال السنوات الماضية، لن يخففه إلا التعاون والتشاركية بين المجتمعات المحلية ووزارتي الزراعة والتربية بإشراف حكومي جدي، بحفر المزيد من الطرقات الزراعية، وتأمين طيارات ومعدات اطفاء المناطق الأكثر وعورة، وتأمين الغراس، وتشديد الرقابة على الحراج.
عين المجتمع – لينا ديوب