حماية مشروطة!

بعد أن جالت مذيعة أحد البرامج التلفزيونية المعنية برصد حالة أسواقنا على عدد من باعة الخضراوات في سوق باب سريجة والسؤال تحديداً عن سعر مادة الباذنجان، التي يكثر الطلب عليها عادة في هذه الوقت من العام لإعداد مونة الأسر السورية من المكدوس تبين لها أن المادة تباع بأسعار متفاوتة بين المحال وأن معظم الباعة لم يعلنوا عن أسعار المواد كما يفرض عليهم قانون حماية المستهلك.

وبعد قيام المذيعة المذكورة بإجراء اتصالات عديدة مع شكاوى التموين بصفتها مواطنة وطلب إرسال دورية، أصر المتكلم على ضرورة قيامها بإتمام عملية الشراء لتتمكن الدورية من تسطير المخالفة بحق البائع بحسب الآلية المعمول بها لدى الوزارة والتي ينص عليها القانون، والتي لم تحضر بالفعل إلا بعد ادعاء المذيعة قيامها بعملية الشراء.

الآلية عينها التي مافتئت تلاقي الانتقادات مراراً وتكراراً من قبل المواطنين على مدى السنوات السابقة ولم يطرأ عليها أي تعديل، لكونها أولاً لم تجد نفعاً في قمع المخالفات التي تعم الأسواق ولا تتعلق ببائع واحد ولأنها من جهة ثانية تأخذ الكثير من وقت المواطن وربما تضعه في مواجهة مباشرة مع البائع الذي قد يكون جار له فتتحول الشكوى إلى خلاف شخصي وعداوة بينهما، رغم أن المخالفات واضحة.

يقول بعض مراقبي التموين بأنهم مقيدون بهذه الآلية لضبط الباعة المخالفين رغم وعود وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بإجراء تعديلات على قانون حماية المستهلك رقم 14 لعام 2015 المعمول به حالياً بحيث يتم تدارك الملاحظات التي وردت من المواطنين والفعاليات التجارية أثناء تطبيقه والملابسات التي ظهرت، بما يتماشى مع التطورات التي فرضتها السوق المحلية وبحيث يتم زيادة العقوبات على المخالفات الجسيمة والغرامات المالية المفروضة على المخالفات البسيطة.

لكن وعود وزارة التجارة الداخلية ووعيدها لن تكون فاعلة وسنبقى ندور في الدائرة المغلقة ذاتها طالما أن دخول دوريات الرقابة إلى المحال المخالفة يتوقّف على وجود شكوى يتقدّم بها المواطن، وبناء عليه فإن التعديلات التي ستطول القانون الجديد لن تكون فعّالة بالشكل المطلوب ما لم يتم إحداث تعديلات على آلية عمل الأجهزة الرقابية بحيث تكون الإشارة إلى مكان المخالفة كافية لتحرك الدوريات للكشف عنها دون التذرّع بعدم وجود شكوى، وبحيث يكون لدى دوريات حماية المستهلك الصلاحية لدخول المحال وضبط المخالفات الظاهرة للعيان بصورة مستمرة وشاملة لجميع الأحياء والفعاليات حتى لا يكون أي منها في مأمن من أن تطوله العقوبات ومما يكون له أثر أبلغ في ضبط الاسواق والتخفيف ما أمكن من حجم المخالفات.

حديث الناس – هنادة سمير

 

 

آخر الأخبار
Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة إيكونوميست: إسرائيل تسعى لإضعاف وتقسيم سوريا المجاعة تتفاقم في غزة.. والأمم المتحدة ترفض آلية الاحتلال لتقديم المساعدات أردوغان يجدد دعم بلاده لسوريا بهدف إرساء الاستقرار فيها خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا