الثورة أون لاين- ديب علي حسن:
العين من عقود من الزمن على سورية، عيون المحب، وعيون الحاقد الباغي، كلّ يراها بالعين التي ينطلق منها، والعدوان الذي يشن عليها من عقد من الزمن، كشف وعرى الكثير ممن يتاجرون بالمواقف، وزاد محبة وصلابة من يعمل وفق مبدأ العلاقات الانسانية المتكافئة وحسن التصرف والتبادل الحضاري والثقافي، وفي المشهد السوري ثمة رصد من المحب وغير المحب لكل ما يجري.
مع انتهاء القسم الكبير من موجة العدوان العسكري وصده من قبل الجيش العربي السوري، بدأت ملامح وأدوات العدوان الأخرى، من حصار وتجويع بدأ بحرق المحاصيل الزراعية وتدمير البنى التحتية حيث استطاع الإرهاب أن يصل، واليوم ليس بعيداً أبداً أن يكون الكثير مما نراه بفعل العدوان بشكل مباشر، أو غير مباشر، فالأدوات التي يطورها المعتدون، ولا نعني بهم المجموعات الإرهابية وحدها، إنما من يقف وراءها من قوى، أدواتهم قادرة على افتعال الحرائق، وقادرة على التخريب والأذى، ولكنها غير قادرة على كسر إرادة الحياة والكرامة والمقاومة والصمود، مشهد السوريين وهم من كل المحافظات جيشاً وشعباً، ورجال إطفاء كلهم يد واحدة في مواجهة النار المستعرة، رسالة نصر وتحد، رسالة حياة، رسالة تقول: إننا كما العنقاء ننهض من تحت الرماد، ولماذا كما، فنحن العنقاء، ونحن الحرف الأول واللون وكل ما في الحضارة.
نار العدوان كيفما كانت، وإن شكلها إلى انتهاء، قد تؤلم، وهي كذلك، لكنها لا تكسرنا، ولا تجعلنا خارج دائرة الفعل المقاوم لكل ألوان الظلم والعدوان كيفما كان ومن أينما أتى، هي دروس الفداء أمام العالم كله، وليشهد التاريخ أننا لم نساوم.