في كل الحروب الإرهابية التي شُنت على المنطقة، وعلى تنوع الأساليب القذرة التي اُستخدمت فيها، وتغيير اللبوس الحربائي أكثر من مرة للتضليل والتعمية والمواربة، وفي كل استهداف عسكري واقتصادي وسياسي ممنهج ومسيس لدولها، كانت أميركا راعية الإرهاب والمخططة لكل سيناريوهات جرائمه المرتكبة حاضرة بكل التفاصيل الشيطانية، فهدفها منذ البداية لم يكن ضبابياً وغايتها لم تكن مبهمة لكل متابع لحراك الشر الأميركي وتمدده بقعة زيت إرهابية في منطقتنا وخاصة في سورية، للنيل من صمودها ومحاولة زعزعة ثباتها كونها الأكثر رفضاً للهيمنة الاستعمارية وللمشاريع الصهيوأميركية.
فالأصابع الأميركية العابثة هي من أوقدت فتيل الإرهاب الذي استهدف الشعب السوري منذ عشر سنوات، وهي ذاتها من تحرك أدوات الإرهاب في الشرق السوري من ميليشيات انفصالية عميلة ومرتهنة ونظام تركي متخم بالأطماع ووهم التوسع ومتورم بالانتهازية في هذا التوقيت ليشتعل المشهد، ظناً منها أنه بتأجيج نار التعديات ورفع منسوب الانتهاكات ستشوش على بوصلة التحرير وإحداثياته، وتعطل مهام طرد جنودها المحتلين من الجغرافيا السورية، وبتر أذرعها التخريبية التي تستهدف شل مقومات صمود وثبات أبناء الجزيرة السورية.
التصعيد العدواني والتسعير الممنهج في الجزيرة السورية يحمل في توقيته وأبعاده أكثر من هدف خبيث ومميت، حيث يلهث ترامب في دوائر الوقت المتبقي من عمر الإرهاب الأميركي على الجغرافيا السورية لتحصيل أي شيئ قبيل بدء الانتخابات الأميركية ، ظناً منه أنه سيتمكن من تثبيت واقع استعماري، وأنه بنهب ثروات السوريين سيزيد من رصيده المتهاوي في الداخل الأميركي نتيجة عنصريته وسياساته الخرقاء.
يهلوس ترامب بإعادة عقارب الزمن للوراء وإلى بدايات الحرب الإرهابية التي شنتها بلاده مع أذنابها الغربيين والإقليميين على الشعب السوري، لكن يغيب عن باله أن سموم إرهابه ولسعات إجرام أدواته لن تغير من استراتيجية الجيش العربي السوري في خوض غمار معارك التحرير وصون وحدة الأرض وترابط جغرافيتها، ولن تؤثر على إصرار وتصميم المقاومة الشعبية المتنامية في الجزيرة التي لن تستكين عن مقارعة الغزاة والمحتلين وأذنابهم الإرهابيين.
هذيان إدارة ترامب بمشروعات استعمارية في الجزيرة مجرد شطحات خيال لن تفضي مهما استطال الوهم فيها إلى نتائج واقعية رغم ارتفاع منسوب العربدة العدوانية، فصفعات الميدان وحدها من ستحفر عميقاً في وجوه المحتلين والمعتدين وترغمهم صاغرين لسماع ما يتلى في الميدان من بيانات انتصار سيصوغها باقتدار الجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية.
حدث وتعليق – لميس عودة