فقط .. من أجل أن نفهم، هل هناك من أحد يُفهمنا من وراء هذا الخراب الذي يلف أرواحنا وأجسادنا وكل ما هو حولنا؟.
لماذا كل هذا اللهاث خلف السراب؟، سراب المجهول الذي لا نعرف ما يخفي خلفه وماذا يخبئ لنا في القادم من الأيام، خاصة أننا ما نزال رابضين على رمال متحركة وخلفنا سيول وأعاصير وبراكين من الحزن تتأهب لقذف حممها نحونا.
أينما حملتنا أمواج الوجع العاتية نجد أن الخراب بات يلفنا من كل جانب، وأضحى العبث يجثم على رقابنا حتى كاد يخنقنا إلى الحد الذي لم نعد قادرين فيه على أن نخطو خطوة واحدة نحو الأمام، أو حتى نحو الوراء، لا فرق، المهم أن نتحرك ونغادر هذا الحطام الإنساني الذي تركنا هياكل متوحشة تلتهم كل جميل ونبيل في طريقها، ذلك الحطام الذي تركنا بلا أرواح ولا وجدان ولا مشاعر.
هذا لا له علاقة بالتشاؤم أو بالتفاؤل أو بتلك المشاعر المصطنعة، بل هو أقرب ما يكون إلى مواجهة مباشرة بين أرواحنا المهاجرة وأجسادنا الخاوية، أقرب ما يكون الى محكمة علنية، لا بد للروح والوجدان والضمير ان ينتصر فيها، قبل ان نقع في منتصف الطريق!.
الخراب المخيف الذي خلفته بدواخلنا سنوات الحرب العدوانية الطويلة قد نهش الكثير الكثير مما هو جميل فينا، وها هو اليوم يكمل على ما بقي منه، ونحن نتفرج ونراقب هذه المأساة عن كثب!، فهل يا ترى سنقدر أن نطفئ حرائق أرواحنا قبل أن تصبح رمادا، كما غاباتنا وأشجارنا الجميلة؟.. سؤال برسم إنسانيتنا ووجداننا وضمائرنا المهاجرة .
عين المجتمع -فردوس دياب