الثورة أون لاين – مكتب طرطوس – لجينة سلامة:
أعتقد أن أحداً من المعنيين بالعملية التربوية والتعليمية والصحية في البلد لم يسأل تلميذاً أو طالباً إذا ما كانت لديه الرغبة في الذهاب إلى المدرسة في ظل الإجراءات الصحية المتخذة للتصدي لفيروس كورونا، وأعتقد أن أحداً لم يستطلع آراء الطلبة في قرار العودة إلى المدارس وحجم السعادة المكتنزة في قلوبهم بعد غياب دام طويلاً شمل فترة الحجر الصحي والعطلة الصيفية وما تخللها من خطوط بيانية مرتفعة في مستوى الإصابة بالفيروس الشائع الصيت الذي بات شبحاً يخيم على الجميع.
بعيداً عما حدث وقيل سابقاً حول إمكانية التراجع عن قرار افتتاح المدارس، فقد توجه الطلاب أول أمس على اختلاف شرائحهم الدراسية إلى المدارس التي فتحت أبوابها على مصراعيها حيث تنتظرهم المقاعد المعقمة والأجواء الصحية ضمن إجراءات البروتوكول الصحي الذي أصدرته وزارة التربية وسط الجهود والمساعي الاحترازية لمواجهة تفشي الفيروس حفاظاً على سلامة وصحة الأبناء وبالأخص من هم في عمر الطفولة الذين قد يتعرضون للإصابة ولا تظهر عليهم الأعراض إلا أنهم يصبحون ناقلين للفيروس الأمر الذي يجب أن يلقى الرعاية والانتباه من المعنيين بتطبيق البروتوكول وخاصة أنه قد تم توزيع المهام عليهم كل حسب اختصاصه. لكن هل بالإمكان تطبيق بنود البروتوكول الصحي والالتزام به من قبل الطرفين أي المشرف الصحي المعني والطالب الهدف. والذي ليس عليه إلا ارتداء الكمامة والالتزام بالمعقم المتواصل وإن كان ليس بالأمر السهل على الطفل وهو بعيد عن الأهل في المدرسة.
من المبكر القول إن قرار افتتاح المدارس قرار صائب خاصة أن الفيروس يتابع انتشاره غير آبه بصحة أو مستقبل أحد والحياة مستمرة أياً كانت شاكلتها ومن الضروري بمكان أن تعمل الجهات المعنية متكاتفة كي لا يكون عثرة في حياتنا وحياة أبنائنا ومستقبلهم. وقد تجاوب الأهالي مع قرار العودة إلى المدرسة رغم المخاوف المشروعة من حالة إصابة واحدة ما يعني تفشي الإصابات في بيوت عدة. ومن هنا كان التعليق على أن البروتوكول جاء على صفوف درسية غير مكتظة بالطلبة عكس الواقع الذي نعيشه في بعض المدارس من جهة تباين مستوى الوعي الصحي عند الأطفال حسب البيئة والمستوى الثقافي والاجتماعي والمادي للأهل خاصة أن نسبة مرتفعة منهم لا تتحمل عبء مصروف الكمامات وعلب المعقم التي هم بحاجتها يومياً، ناهيك عن عدم التزام بعض الندوات والمقاصف الدراسية بالشروط الصحية والتي يمكن أن تكون بؤرة للانتشار إذا لم يتم اتباع الشروط الصحية بالإضافة للحالة النفسية التي يعيشها الطفل التلميذ من مخاوف الإصابة وتبعات ذلك.
صحة الأبناء أمانة في يد الله أولاً ثم في رعاية الأهالي ثانياً وحالياً برعاية واهتمام القائمين على تطبيق بنود البروتوكول الصحي الخاص بالتصدي لتفشي فيروس “كورونا المستجد”. وهذا الأمر بحاجة لتكاتف الجهات المعنية بحياة الطلبة مجتمعة للوصول إلى الجو الآمن والصحي والسليم لهم ولعائلاتهم ولتحقيق النجاح في المستويين الصحي والدراسي.