الثورة أون لاين:
التوثيق ذاكرة وطن وأجيال، يروي تاريخاً كان وما زال نبضه مستمراً فكيف إذا كان هذا التاريخ ملاحم بطولة مكتوبة على جبين الدهر أغنية…
ميسلون معركة الكرامة التي دشنت عصر المقاومة والفداء في مطلع القرن العشرين وكان على رأسها وقائدها وزير الدفاع السوري يوسف العظمة.
مرت هذه السنة مئويتها الأولى وسورية تمضي قدماً في تحقيق الانتصارات على العدوان الغاشم… أبطالها يكتبون تاريخاً جديداً يراكم ما في ميسلون…
توثيقاً لوقائع ميسلون من أكثر كتاب وأكثر وثيقة كان كتاب… مئوية معركة ميسلون في ذكرى الشهيد البطل يوسف العظمة.. صدر عن مؤسسة وثيقة وطن ضمن سلسلة الوثائق وحمل الرقم ..٣
الشرف الرفيع ..
تحت هذا العنوان تكتب الدكتورة بثينة شعبان مقدمة الكتاب إذ تقول: خلال عملية السلام التي تمت على مراحل في العقد الأخير من القرن المنصرم كان الرئيس الخالد حافظ الأسد يستشهد دوماً ببطل ميسلون الشهيد يوسف العظمة.. كان يوسف العظمة أحد القادة التاريخيين الملهمين بالنسبة للرئيس الأسد تجمعهم عدة نقاط تلاقي.. أبرزها حب الوطن والتفاني في خدمته، كلاهما تولى حقيبة الدفاع التي كان اسمها وزارة الحربية في زمن ميسلون.
وتضيف قائلة: أحببت يوسف العظمة عندما سمعت باسمه لأول مرة وأنا طفلة صغيرة على مقاعد الدراسة فوجدت فيه مثالاً للتضحية والبسالة والرجولة كبرت وكبر إعجابي بهذا البطل المقدام.. عندما عدت إلى بيتنا الصغير في قرية المسعودية بريف حمص الشرقي وسألت أبي عنه فقال: اجلسي يا بثينة لأكلمك عن زينة الرجال وسيد الأبطال.. دارت الأيام وأطلقت اسمه على أحد أحفادي كما اسميت ابنتي على اسم رفيقة درب يوسف العظمة في ميسلون الرائدة السورية نازك العابد.. التي حاولت تضميد جراح الشهيد في معركة ميسلون بصفتها رئيسة لجمعية النجمة الحمراء المعنية بجرحى الحرب والمرتبطة بمنظمة الصليب الأحمر الدولي..
وصرت أحدث يوسف الصغير والدكتورة ناهد أم يوسف عن يوسف العظمة مستدركة كل تفصيل سمعته من أبي ومن الرئيس الأسد خلال عملي المباشر في القصر الجمهوري.
واليوم يمضي القائد بشار الأسد على درب البطولة والفداء قائداً وجندياً ومواطناً محارباً في الصفوف الأمامية في وجه فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا.. المستعمر الحديث لا يختلف كثيراً عن المستعمر الذي أطلق النار على يوسف العظمة كلاهما أراد النيل من عزيمة الشعب السوري وحاول تمزيق هذا البلد الطيب وتفتيته.
وهذا الكتاب كما تقول الدكتورة بثينة يأتي في ظل عدة مناسبات قومية مهمة أولها: الذكرى العشرون لرحيل الرئيس حافظ الأسد وتولي الرئيس بشار الأسد مقاليد الحكم يوم ١٧ تموز ٢٠٠٠ م. وثانياً احتفالاً بالذكرى المئوية الأولى لمعركة ميسلون يوم ٢٤ تموز.. إكراما لهذا البطل قمنا في مؤسسة وثيقة وطن بجمع صفوة ما قيل عنه بقلم معاصريه مع إضافة ترجمة للوثائق التاريخية المهمة المتعلقة بمعركة ميسلون المأخوذة من أرشيف الخارجية الفرنسية.
بين يدي الكتاب…
يقع الكتاب في ٢٥٦ صفحة من القطع الكبير.. وعبر سبعة فصول يقدم وثائق ميسلون.. الفصل الأول جاء بعنوان.. سورية العهد الفيصلي من مذكرات يوسف الحكيم.
الانتداب الفرنسي الغاشم على سورية.. مذكرات حسن تحسين باشا الفقير..
ميسلون نهاية عهد مذكرات صبحي العمري..
معركة ميسلون المؤرخ إحسان الهندي..
يوم ميسلون مذكرات ساطع الحصري..
ميسلون في الأرشيف الوطني الفرنسي..
وثائق ميسلون مقدمة تاريخية. المراسلات…
الكتاب سجل حافل وثري بالمعلومات التي تضيء الكثير من جوانب تاريخنا الحديث ولا سيما المعركة الفاصلة بين حدين ميسلون التي كانت وستبقى طلقة مدوية تملأ الكون بصوت كل سوري كان وكائن وسيكون أننا لم ولن نقبل الهوان ولن ننكسر بصدورنا العارية نقاوم.. ألم يقل الشاعر أبو ريشة..
كم لنا من ميسلون نفضت عن جناحيها غبار التعب..
وهو القائل أيضاً: شرف الوثبة أن ترضي العلا غلب الواثب أم لم يغلب…
ميسلون قيثارة البطولة والفداء على لسان الشعراء والمبدعين من كل الألوان ويوسف العظمة الفدائي السوري الذي بدأ عصر التضحية والمقاومة وكانت قبله قد بدأت ثورة الشيخ صالح العلي في الساحل السوري واستقطبت كل القوى الوطنية التي أمدتها بأسباب القوة والنصر لتأتي ميسلون ومن ثم ليتأجج النضال في كل بقعة سورية من السويداء إلى دير الزور وحلب وجبل الزاوية ولتكون الثورة السورية الكبرى بقيادة القائد سلطان باشا الأطرش.. لتكون العلامة والمحطة المفصلية في الوصول إلى الاستقلال ومن ثم الجلاء..
كتاب جدير بالاقتناء لأنه وثيقة كل سوري وكم نتمنى أن يتبعه كتاب آخر عندما تتيح الظروف يوثق استلهام ميسلون في الإبداع شعراً تشكيلاً رواية ودراما..