محاضرة حكومية

 

 

تعرض البيان الحكومي لانتقادات كثيرة ولكن الجميع تجاهل ما جاء في مقدمة البيان لناحية الاهتمام بالبنية الأساسية للدولة من خلال الحرص كما ورد على مبدأ سيادة الدولة، ومبدأ سيادة القانون ومبدأ الفصل بين السلطات، وقد يكون هذا التجاهل غير مقصود لأن هذه المبادئ بالأساس هي مفاهيم عامة ومستقرة في مختلف دول العالم، ولكن ما جرى في أيام الحكومة السابقة من العمل بطريقة عشوائية بعيداً عن مبدأ المشروعية ومبدأ سيادة القانون واحترام العلاقة ما بين السلطات واحترام اللوائح القانونية والعلاقة بين المجلس والحكومة جعل للتركيز في مقدمة البيان على هذه المبادئ ذا أهمية كبيرة لأن البنية الأساسية للدولة تأثرت في الفترة السابقة بهذه العشوائية، ومن هنا تأتي أهمية الحرص عليها في البيان الحكومي لأنها مسألة إصلاحية تعيد الأمور إلى الحالة الصحيحة.
ما يؤخذ على البيان الحكومي تركيزه بشكل موسع على الاستراتيجيات مقابل تخصيص جزء قليل للوضع المعيشي للمواطن، فلا يهم المواطن التوغل على سبيل المثال في السياسات النقدية، الذي يهمه تأمين الخبز والوقود وغير ذلك من الاحتياجات الأساسية.
بكل الأحوال عرض البيان الحكومي أمام مجلس الشعب لا يتعدى عرض رؤية الحكومة للعمل خلال الفترة القادمة ولا يُمكن أن نطالبها بأكثر مما هو متاح في الواقع وخاصة أن الدستور السوري لم يكرس حالة أن الحكومة تحصل على ثقة المجلس بل فقط يعرض البيان أمام المجلس ويناقش، ولكن دور المجلس يختلف في الجلسات اللاحقة، ويصبح قادراً على الاستجواب وحجب الثقة. وهذه الصلاحية توجب على المجلس متابعة تنفيذ ما جاء بالبيان الحكومي من خلال لجان المجلس، كل لجنة تطلع ضمن مهامها على متابعة تنفيذ ما جاء بالبيان ضمن المدة الزمنية المحددة، وهذا الأمر يجب أن يكون تقييماً لأداء أعضاء مجلس الشعب أيضاً، لأن ما شهدناه في الدورات السابقة لم يكن كذلك، ولم يكن العرض الحكومي في بداية كل دورة ونهايتها أكثر من محاضرة حكومية تلقيها على الأعضاء وتشيد بإنجازاتها وتبرر لنفسها، ولكن لو كانت اللجان فاعلة في متابعة تنفيذ مضمون البيان لكان الأمر مختلفاً.
أوضاع الناس لا تحتمل استراتيجيات طويلة، ولا يعنيها كل تفاصيل البيان، وما يعنيها تحسين أوضاعها ضمن ما هو متاح وضمن الممكن دون جلد لأحد.

على الملأ- بقلم مدير التحرير-معد عيسى

آخر الأخبار
الرئيس الشرع والبطريرك يازجي ..وحدة السوريين صمام الأمان أمام محاولات التقسيم والتفكيك  "العدل" : عدم فك احتباس الحفارات التي تقوم بحفر آبار  بدون ترخيص   الشيباني مع المحافظين : الاستفادة من الدعم الدولي بما يخدم الأولويات المحلية   الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يوحنا العاشر يازجي وتأكيد على الدور الوطني        انفجار المزة ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة بداخل سيارة مركونة  المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا