الثورة اون لاين – رامز محفوظ :
يبدو أن الأمور تتجه نحو منحى جديد بخصوص العقوبات الأميركية الجائرة بحق إيران على خلفية الهزيمة الجديدة التي تلقتها واشنطن في مجلس الأمن الدولي، الذي أكد مجددا عدم شرعية هذه العقوبات وصعوبة تمريرها خاصة بعدما فقد الجانب الأمريكي جميع الحقوق في استخدام آليات القرار رقم 2231على إثر انتهاكه للاتفاق النووي وانسحابه منه، خلافا لالتزام الجانب الإيراني بالاتفاق في كل جوانبه ومقتضياته.
مع قرب الانتخابات الأميركية وانخفاض شعبية الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب وضعف حظوظه في الوصول مجدداً إلى سدة الحكم، يحاول ترامب إشهار ورقة الاتفاق النووي مع إيران والتلويح بتشديد العقوبات عليها، ومع توالي المساعي الخبيثة التي روجت لها إدارة ترامب لإضعاف إيران وممارسة أقصى درجات الضغوط عليها عبر استخدام سلاح العقوبات إلا أن الوقائع والمؤشرات تشير إلى انفراج واضح وقرب انتهاء هذه العقوبات غير الشرعية، حيث أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا اليوم، أنه لم يتم تجديد العقوبات على إيران، مؤكدا أن أي خطوات أمريكية في هذا الاتجاه ستكون غير شرعية.
وقال نيبينزيا لوكالة “سبوتنيك”: تم إلغاء نظام العقوبات المعمول به ضد إيران قبل خمس سنوات بتبني المجلس للقرار 2231، أي أنه الآن لا يمكن الحديث عن أي عقوبات أممية.
وأضاف نيبينزيا: هناك تفاهم مشترك قوي في المجلس على أنه مع الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، فقد الجانب الأمريكي جميع الحقوق في استخدام آليات القرار رقم 2231.
وأشار إلى أن الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن بمن فيهم رئيس المجلس يعتبرون محاولات الولايات المتحدة لإعادة العقوبات غير شرعية.
وكما توقع نيبينزيا أنه خلافاً لرأي الأغلبية في مجلس الأمن، وخلافا للقانون الدولي والحس السليم العام، الولايات المتحدة ستحاول فرض القيود المفروضة على إيران، مستندة إلى “تقاعس” الأمم المتحدة.
بدوره أعرب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على أكبر صالحي، عن أمله في إمكانية إنقاذ الاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي، من أزمته العميقة الراهنة.
وفي كلمة أثناء مشاركته عبر الفيديو في أعمال الدورة الـ 64 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، قال صالحي إن “منظمة الأمم المتحدة تتعرض لضغوط سياسية من قبل دول عدة، وليست الوكالة الدولية للطاقة الذرية استثناء من هذه القاعدة” مع ذلك فقد أشار المسؤول الإيراني إلى أن 13 من 15 دولة أعضاء في مجلس الأمن لم ترفض فقط قرار الولايات المتحدة بشأن تمديد حظر الأسلحة على إيران، بل ولم تعترف بالولايات المتحدة طرفا من أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة بعد خروج واشنطن من الاتفاق، ودعت المجلس إلى ضمان رفع العقوبات.
وسط هذه المعطيات التي تسلط الضوء على عدم شرعية العقوبات الأميركية بحق إيران نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا عن تحذير من ضغطٍ أمريكي وشيكٍ على إيران في الأيام المقبلة، وقد يشمل هذا الضغط سيناريو اعتراض السفن الحربية الأمريكية لسفن شحن إيرانية في عرض المياه الدولية، وهو ما سيمثل تصعيدا للتوتر القائم أصلا بين الدولتين.
وتضيف الصحيفة أن نية واشنطن فرض عقوبات على إيران وممارسة ضغوط إضافية عليها تمثل مخالفَةً صريحة لقرارات مجلس الأمن الرافضة فرضَ مزيد من العقوبات.