الثورة أون لاين – عمار النعمة
حريص على إيصال أفكاره بكل وضوح وشفافية، في كل مرة يكتب فيها يبحث عن مكامن الإبداع ويظهرها للقراء ، رحلته في العمل الإداري لم تأخذه من عالم الثقافة والفكر والكتابة بل ظل مواظباً على العملين معاً فكان الحصاد وافراً .
«كلمات ثقافية 2» عنوان كتاب صدر عن وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب ، للدكتور محمود السيد ب 135 صفحة من القطع الكبير . يحتوي الكتاب على مقالات عدة ألقيت في مناسبات تكريمية قامت بها وزارة الثقافة في النصف الثاني من عام 2005 ومطلع عام 2006، في ندوات فكرية ومهرجانات فنية عقدتها الوزارة وأقامتها في تلك الفترة ، وتعد هذه الكلمات توثيقاً من جهة، وتعريفاً لأجيالنا الفتية بما كان يجري من مناسبات وأحداث ثقافية، وما كان يبحث في الندوات من موضوعات ثقافية، وما كان ينجز من فعاليات ومناشط في المهرجانات من جهة أخرى.
هي ذاكرة أبدعها الوزير السابق محمود السيد لتبقى مخلدة في صفحات لا تنسى ،حيث يحتوي الكتاب على عناوين عدة منها: «الأيام الثقافية في إيران، مهرجان عمريت الثاني ، الرمزية والتأويل في فكر ابن عربي، مهرجان جبلة الثقافي الثاني، جائزة بايستوم للآثار، افتتاح أعمال المهرجان السينمائي الدولي.. الخ .
– مهرجان عمريت الثاني
بمناسبة إقامة الاسبوع الثقافي الثاني باسم عمريت المدينة الفينيقية الباقية على ساحلنا السوري القى الدكتور محمود السيد كلمة قال فيها : لئن كنا نعتز بأن أول أبجدية عرفتها البشرية على الصعيد العالمي إنما كانت من أرضنا في أوغاريت ، وأن أول تدوين موسيقي عرفه العالم إنما كان في أوغاريت أيضاً ، وأن أول زراعة للقمح إنما كانت في بلادنا منذ أكثر من عشرة آلاف سنة ، فإننا لنعتز بأن أول ألعاب أولمبية على الصعيد العالمي إنما عرفته بلادنا في عمريت على الأرض التي نقف عليها حالياً .
يرجع تاريخ عمريت إلى القرن الخامس قبل الميلاد ، وعمريت هو الاسم الكنعاني القديم ، وذكرت عمريت في زمن حملات الاسكندر تحت اسم يوناني هو ماراتوس وتدل التقنيات الأثرية على أن عمريت تأسست في العصر الأموري وكانت ضاحية برية في ضواحي جزيرة أرواد وجزءاً لايتجزأ منها.
إذا كنا نعتز بهذا الماضي العريق لأمتنا فإننا مطالبون بالحفاظ على النسيج العمراني لمملكة عمريت صوناً وحماية واستثماراً في السياحة الثقافية ، مطالبون باحترام هذا الأديم الذي مازال يحتفظ بتراث الآباء والأجداد منذ القديم .
– يوم الطفل العالمي
في هذه الفعالية التي تحتوي على نشاطات متعددة مثل معرض لكتب الأطفال، وغناء وفنون استعراضية وأفلام سينمائية ومسرحيات وألعاب خفة وعروض وخيال الظل… أكد د.محمود السيد أنه لم يكن اهتمام وزارة الثقافة بثقافة الطفل وليد عامنا هذا، وإنما يرجع هذا الاهتمام إلى ما أولاه باني سورية الحديثة القائد الخالد حافظ الأسد للطفولة من عناية ورعاية إذ يقول: نريد لأطفالنا أن يعيشوا طفولة سعيدة ملؤها العافية والعلم والمعرفة.
وكانت سورية من الدول السباقة إلى الانضمام إلى اتفاقية حقوق الطفل إذ صدر القانون رقم 8 لعام 1993، وعزز هذا النهج الرائد في الاهتمام بالطفولة ورعايتها السيد بشار الأسد وعقيلته الفاضلة السيدة أسماء الأسد احتضاناً لأطفال سورية وتشجيعاً لإبداعهم، وتأميناً لمستلزمات نموهم ، وارتقاء بواقعهم عبر مشروعات رائدة كمشروع (فردوس) وغيره.
وفي ضوء هذه الرعاية الكريمة من قيادتنا الحكيمة قامت مديرية ثقافة الطفل بوزارة الثقافة بإصدار كتب متعددة للأطفال، وافتتحت دورات صيفية لهم، وهذه الدورات نوعية تشتمل على الرسم والنحت والخط العربي والموسيقا والباليه، وقد تم ترشيح 14 كتاباً للأطفال صادرة عن الوزارة إلى جائزة الأسيسكو، وأقامت ندوات مخصصة حول واقع أدب الأطفال في سورية وسبل تطويره.
أما في ندوة الشاعر بدوي الجبل
فعقدت ندوة تكريمية بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين على رحيل الشاعر الكبير محمد سليمان الأحمد «بدوي الجبل» شاعر العربية والعروبة. وفيها قال السيد: هو قامة إبداعية شامخة، لا يمكنني في هذه الكلمة العجلى أن أحيط بأبعاد شخصيته المتعددة الأطياف، المتنوعة المرامي، الغنية بالرؤى والتطلعات، والمتمرسة بالملمات ، والصافية كالغدير في منأى عن أي صيغة أو كراهية، وهو القائل:
يشهد الله ما بقلبي حقد.. شف قلبي كما يشف الغدير
هذه الشخصية التي تحمل بين جوانحها نفسية أبية ، ترفض المذلة والهوان، وقد عبر الشاعر عن هذه النفسية في قوله:
ونفسي لو أن الجمر مسّ إباءها.. على بشرها الريّان لاحترق الجمر
ولما كان ثمة استحالة في الوقوف على جميع وجوه شخصية مكرمنا رحمه الله، كانت لنا وقفة على إيمانه بالمحبة ديناً له وشعاراً وسلوكاً وممارسة، وعلى إيمانه بالحرية حرية الفكر والتعبير مبدأ ومنطلقاً إلى الحياة العزيزة الكريمة، وعلى انتمائه القومي، وتعلقه بالشام قبلة له ومحجاً، وأخيراً على بعض من حكمه وتفاؤله بانتصار الشعب وبقاء الأمة.
فتحت عيني على حب صفا وزكا فصنته لضياء العين إنسانا