«حروب سورية» فضح عدوانية الغرب ومخططاته

 

الملحق الثقافي:محمد خالد الخضر

كتاب يبحث بأسباب الحروب على سورية وتداعياتها ونتائجها منذ القدم حتى اليوم، عنوانه «حروب سورية»، يتضمن بحثاً تطبيقياً علمياً لمؤلفه ميشيل رامبو، ترجمته الدكتورة لبانة مشوٍح، وهو يسلط الضوء على أوجه الصراع في سورية التي يمكن حصرها بنحو خمس عشرة حرباً ذات صلة بمائة وعشرين بلداً شاركت فيها حكومات وجيوش وعملاء سريون وميليشيات لتحقيق أهداف لا يمكن الوقوف عندها، تتجاوز الفائدة المادية والاحتيال على الدين واستراتيجية المواقع، وترتبط بأهمية إنهاء كل شيء في سورية وإعادة الذاكرة من جديد.
التطبيق العلمي الذي جاء في الكتاب يدل على أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هم الأكثر ارتباطاً بأحزاب الكيان الصهيوني التي يشرف على مدار حركتها الموساد، بهدف صناعة مأساة وصلت ضحاياها إلى القتل والتهجير والمنافسة على أبسط الأشياء.
العدوان الإرهابي، وفق ما يثبته الكتاب، يهدف إلى تنمية الظلم والاضطهاد ودعم الكيان السرطاني الذي يتغذى بفعل هذه المؤامرات، ويساهم في رص بنية الكيان الصهيوني ليمتد أكثر وأكثر في الشرق الأوسط، وفي سورية بشكل خاص، وتكون العدالة الدولية تحت سيطرته من أجل إعطاء قيمة مؤقتة للأدوات المساهمة فيما يسمى بربيع وثورة وغير ذلك من خطط مبرمجة تسعى لإسقاط القوة السورية بكل مكوناتها والإطاحة بكل الأشياء التي تساهم لتقوية المواجهة والمقاومة والممانعة.
ويسعى الكتاب لإعطاء الأدوات البناءة للمحللين السياسيين وللكتاب والإعلاميين الذين يذهبون من أجل خدمة قضاياهم فتتوفر لهم المعلومة والأساس لكل ما كان من أجل تخريب سورية وتدمير حضارتها منذ قبل الميلاد إلى يومنا هذا؛ حيث أصبح موئل المؤامرات ومأمن ملفاتها ما يسمى بدولة إسرائيل وعاصمتها المزعومة تل أبيب التي لا زالت تساهم في هدم أي قوة تحمل هماً عن الشعب السوري وتحاول أن تفكه من وجعه الصعب الذي خلفه الغرب ومؤامراته الذئبية.
كل التنظيمات التي تحمل أسماء دينية من الإخوان المسلمين إلى جبهة النصرة الفصيل التابع للقاعدة إلى جند الشام وأحرار الشام وغير هؤلاء ممن يدعون العولمة، هم الآن في عاصمة دولة الاحتلال الجديدة التي يشرف على حركتها الكيان الصهيوني وهي تركيا، كلهم يذهبون في نهاية أول مهمة إلى رأس واحد وإلى هدف واحد فهم مكون واحد لا علاقة لهم لا بدين ولا بعولمة ولا بمنهج.
يبين مؤلف الكتاب أن كل الذين تورطوا في العدوان على سورية هم أصحاب سوابق في الإجرام الذي يتنوع في أشكاله ويتضامن معه مجتمع دولي لا علاقة له بالقانون ولا بالأخلاق ولا بالشجاعة، داعياً إلى وجود كتّاب يعملون بشكل استقصائي فتظهر الفضيحة دون جهد ولا يطلب منهم إلا تسليط الضوء عليها حتى يعرف كيف استخدم القتل السياسي والإبادة الإثنية لسلب وتدمير منظومات أخلاقية ساهمت في تكوين حضارة العالم.
الكتاب وفق وثائق تطبيقية، يكشف أن إسرائيل أدت دوراً مفتاحياً في حركات الربيع العربي ولا سيما في الهجوم على سورية حليف المقاومة الفلسطينية القوي والذي لا يمكن تجاهله، حيث تحفظت منظومة الكيان في بداية الأمر وساندت من سمّوا نفسهم بالثوار المتآمرين بحجة الإسلام، والمسلحين بحجة الثورة، وليس في سورية فقط وإنما في كثير من الدول العربية مثل تونس وليبيا ومصر.
وأظهر الكتاب أن داعش هو جيش حقيقي يؤطره عسكريون محترفون، وهو يملك كنزاً حربياً من ملياري دولار بحسب ما أكده المدير السابق للمدرسة الحربية والمحاضر في معهد الدراسات السياسية في باريس «ديز بورت» في مجلس الشيوخ الأمريكي وأن هذا الوحش خلقته الولايات المتحدة ودعمته دول غربية أخرى.
وتكثر الدلالات في منهجية الكتاب ومصداقيته على شدة تورط الكيان الصهيوني بكل المسميات وبكل ما دار وما جرى في سورية وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى الغربية التي تدعي أنها تسعى إلى السلام.

التاريخ: الثلاثاء22-9-2020

رقم العدد :1014

آخر الأخبار
ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد ازدحام السيارات يهدد هوية دمشق القديمة ويقضم ذاكرة المكان فوضى ارتفاع الأسعار مستمرة.. حبزه: التجار يسعرون عبر الواتس آب مستشفى جبلة الوطني.. خدمات مستمرة على الرغم من الصعوبات "مغارة جوعيت" جمال فريد لم يلتفت إليه أحد! الرئيس الشرع يلتقي ترامب في "البيت الأبيض" في هذا التوقيت.. تفاصيل اللقاء ما علاقة زيارة الشرع لـ "البيت الأبيض" بإطلاق العملة السورية الجديدة؟ الزراعة في حلب.. تحديات الواقع وآفاق الاستثمار الواعد الشرع وفيدان في واشنطن.. زيارة ثنائية متزامنة بنفس التوقيت إزالة "الفيميه" .. تعيد الجدل في شوارع حلب حين تفقد الكهرباء عقلها..معركة الطاقة تبدأ من الإدارة تمويل خليجي وخبرة روسية يعيد إحياء الطاقة في سوريا اتفاقيات الحبتور في سوريا نقلة نوعية نحو اقتصاد المستقبل معاون وزير الاقتصاد: وحدات تعبئة المياه تربح 20 مليار ليرة زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. بوابة لإعادة الإعمار والاستقرار الاقتصادي 70 بالمئة من زيوت السيارات مغشوشة إلغاء قانون قيصر.. بداية بناء المستقبل الاستثماري