يعد الريف في كثير من دول العالم المصدر الرئيسي في تحقيق الأمن الغذائي، وتلعب مشاريع التنمية الريفية دوراً كبيراً في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال الاستثمار والاستغلال العقلاني للموارد والإمكانيات الطبيعية والبشرية المتوفرة في الريف وانعكاسها بصورة ايجابية في حل مشكلة الفقر والبطالة المنتشرة بين الشباب، وتفعيل دور المرأة الريفية وزيادة مساهمتها في إدارة عملية الإنتاج الزراعي الأسري، وزيادة مشاركتها في تأمين بعض المتطلبات الأساسية الغذائية لأسرتها ولمجتمعها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة كميات الإنتاج المحلي من السلع والخدمات، وتنويع مصادر الدخل والتقليل من الاستيراد قدر الإمكان وتوفير العملة الصعبة.
التحديات التي تواجه الأرياف لدينا كثيرة جداً فمعظم الطرق لا تزال بدائية وضيقة ومليئة بالحفر والمطبات، إضافة للانقطاعات الطويلة للكهرباء والمياه وتدني نوعية الخدمات، وقلة استخدام الوسائل الزراعية الحديثة وعدم وجود مناطق صناعية أو حرفية في مناطق الإنتاج، وارتفاع تكاليف النقل وأسعار المستلزمات الزراعية من أسمدة وبذار.
حجر الزاوية في تحفيز عملية التنمية يكون من خلال مواجهة التحديات الطبيعية والمعيشية والاقتصادية والتوجه للزراعة بما في ذلك الحدائق المنزلية، وإقامة المشاريع الإنتاجية بشقيها النباتية والحيوانية والتي بدورها تعزز منظومة الأمن الغذائي، وإقامة وحدات تصنيع غذائي للمنتجات الزراعية في تلك المناطق وتجهيزها بكل المعدات اللازمة بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق دخل مادي يساعد على تلبية احتياجات الأسرة، إضافة إلى تحقيق قيمة مضافة من خلال تصنيع الفائض في وحدة التصنيع الغذائي وبيعه مباشرة.
تحريك عجلة تنمية الريف تتطلب توفير البنى التحتية كأحد المقومات التي تساعد في التوطين والحد من الهجرة وتشجيع الشباب والأسر على زراعة أراضيهم واستغلال واستثمار الفرص والموارد المتاحة وتحسين نوعية الحياة في الريف، وتحسين وضع المزارعين وضمان معيشة لائقة وتقليص الفوارق الاجتماعية بين الريف والمدينة، وتنويع القاعدة الإنتاجية الزراعية وتربية الثروة الحيوانية، والاستزراع السمكي، وتربية النحل وإنتاج العسل والتوسع بمثل هذه المشروعات وزيادة المنح الإنتاجية، والقروض التشغيلية الميسرة لتوسيع نطاق العملية التنموية بكل حلقاتها المتسلسلة، وصولاً إلى حلقة تسويق وتصريف الإنتاج بما يضمن لتلك الأسر والعائلات تحقيق مردود اقتصادي عالٍ يساعدها في التغلب على مصاعب الحياة المختلفة.
أروقة محلية- بسام زيود