الثورة أون لاين:
أكد رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ أنه لا يحق لأي دولة الانفراد في الشؤون الدولية وتقرير مصائر الدول الأخرى واحتكار مزايا التنمية، وفعل ما تشاء وممارسة الهيمنة والتنمر والاستبداد في العالم، مشيرا إلى أن نزعة الأحادية الجانب طريق مسدود، ويجب التمسك بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وإشراك جميع الدول في صيانة الأمن السائد وتقاسم نتائج التنمية وتقرير مصير العالم، لافتا إلى ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لزيادة التمثيل والأصوات للدول النامية في الأمم المتحدة لتعكس المصالح والمطالب لأغلبية الدول بشكل أكثر توازنا.
وخلال كلمته في الاجتماع الرفيع المستوى لإحياء الذكرى السنوية الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة حذر جينبينغ من التغييرات غير المسبوقة التي تطرأ على العالم اليوم، مؤكدا على ضرورة مواجهة التحديات العالمية المتصاعدة عبر الحوار والتعاون، لافتا إلى أن الاحترام المتبادل والمساواة بين دول العالم سواء أكانت كبيرة أو صغيرة يمثل تقدما لعصرنا، ويمثل أهم المبادئ لميثاق الأمم المتحدة، وشدد على ضرورة الالتزام بحكم القانون، بحيث تمثل مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة المرجعية الأساسية في العلاقات الدولية، وتعدّ حجر الأساس لاستقرار النظام الدولي، وأشار إلى أنه لا يمكن تنسيق العلاقات والمصالح بين دول العالم إلا بالقواعد والمؤسسات، ولا يجوز حصر القرار بيد صاحب القبضة الأقوى، ويجب على الدول الكبرى دعم وصيانة القانون الدولي قبل الآخرين، والوفاء بتعهداتها وعدم اتباع النزعة الاستثنائية وازدواجية المعايير، ولا يجوز لها تحريف القانون الدولي والمساس بالحقوق المشروعة للدول الأخرى وتخريب السلام والاستقرار الدولييْن باستغلال القانون الدولي.
كما أكد الرئيس الصيني على ضرورة تعزيز التعاون الدولي باعتباره هدفا أصليا لتأسيس الأمم المتحدة، ويمثل مقصدا مهما لميثاق الأمم المتحدة، لافتا في هذا الصدد إلى أنه من المستحيل حل المشاكل الداخلية ومواجهة التحديات المشتركة للبشرية باتباع عقلية الحرب الباردة واللعبة الصفرية والاصطفاف الأيديولوجي، وقال: إن ما يجب علينا فعله هو استبدال التصادم والإكراه واللعبة الصفرية بالحوار والتشاور والكسب المشترك، والسعي وراء المنفعة للجميع، بالإضافة إلى صيانة المصالح لكل دولة، وتوسيع أرضية المصالح المشتركة للجميع، وبناء عائلة عالمية تتميز بالتناغم والتعاون.
وأوضخ جينبينغ أن تطبيق تعددية الأطراف يستلزم الأفعال بدلا من الأقوال، وإن الشفاء أهم من العلاج، وأنه يجب على الأمم المتحدة التركيز على حل المشاكل وتحقيق إنجازات مشهودة، وتعزيز الأمن والتنمية وحقوق الإنسان بصورة متوازنة، وخاصة انتهاز فرصة تنفيذ “أجندة 2030 للتنمية المستدامة” لإعطاء الأولوية لمواجهة التحديات في مجال الصحة العامة وغيرها من التحديات الأمنية غير التقليدية في أعمال الأمم المتحدة، ووضع ملف التنمية في مكان بارز في الإطار العالمي الكلي، وإيلاء مزيد من الاهتمام لتعزيز وحماية حقوق البقاء والتنمية.
وختم الرئيس الصيني كلمته بالقول: يقف العالم الآن في منطلقة تاريخية جديدة، دعونا نؤكد مجددا على التزامنا الثابت بتعددية الأطراف، ونعمل على إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتحقيق مزيد من الوحدة والتقدم تحت علم الأمم المتحدة.