الثورة اون لاين – زينب درويش:
لا زالت الأزمة العالقة بين اليونان وقبرص من جهة وتركيا من جهة أخرى بسبب إجراءات أنقرة الاستفزازية في البحر المتوسط تلقي بظلالها على المشهد، حيث تستمر تبعاتها في فرز معطيات جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات في حال مواصلة أنقرة استفزازاتها وإجراءاتها غير المسؤولة معلنة عن عقوبات أوروبية يبدو أنها باتت قريبة وحتمية وفق ما أكده المتحدث باسم الحكومة اليونانية, ستيليوس بيستاس.
بيتساس أكد أن قرار الاتحاد الأوروبي بشأن فرض عقوبات على تركيا أمر مفروغ منه، والسؤال هو كيف سيتم تفعيلها إذا لم تمتثل تركيا؟، مبيناً أن كل شيء مطروح على الطاولة.
وعلى الرغم من الأزمات العالقة بين الطرفين لكن لاتزال مساحات الحوار موجودة، وبحسب وزارة الخارجية اليونانية فقد اتفق كل من الطرفين على استئناف المحادثات الاستكشافية بينهما في إسطنبول في المستقبل القريب، فيما أكدت تركيا أنه لم يتم تحديد مكان انعقاد المباحثات المباشرة بين تركيا واليونان.
أما أمين عام حلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، فقد علق على تلك المحادثات التقنية العسكرية بين تركيا واليونان والتي تأتي لتقليل الصدامات في المتوسط، بأنها أحرزت تقدماً، لافتاً إلى أن الطرفين سيواصلان الحوار.
وتأتي هذه الخطوة وسط توترات قائمة بين أنقرة واليونان وقبرص، حول الحدود البحرية لكل منهم وحقوق التنقيب عن الغاز الطبيعي، حيث تعتبر اليونان أن التنقيب يجري في مياهها الإقليمية.
وتشترك الجارتان في عضوية حلف شمال الأطلسي، وهما على خلاف شديد بشأن امتداد الجرف القاري لكل منهما في شرق المتوسط. واحتدم التوتر الشهر الماضي، عندما أرسلت تركيا سفينة للتنقيب عن النفط والغاز في مياه تطالب اليونان بالسيادة عليها، وذلك بحسب وكالة “رويترز”.
وبحسب محللين فإن عودة السفينة “أوروتش رئيس” لميناء في تركيا، تحت مزاعم أنقرة للقيام بأعمال صيانة دورية يعتبر نوعاً من تلطيف الأجواء، كما اعتبرت اليونان هذا التحرك خطوة إيجابية مبدئية لتهدئة التوتر.