الثورة أون لاين – سامر البوظة:
في ظل سياساتها العدائية المستمرة, تواصل الولايات المتحدة غطرستها ومحاولة فرض هيمنتها على العالم مستخدمة بوقاحة كل الأساليب لتحقيق غاياتها, متجاهلة كل القوانين والمواثيق الدولية لاسيما من خلال سلاح العقوبات الأحادية غير الشرعية الذي تستخدمه بحق العديد من الدول التي لا تسير في ركبها والتي تقف عرضة في وجه هيمنتها, وعلى رأس تلك الدول روسيا التي تتعرض لضغوط أميركية عديدة ومستمرة من أجل ثنيها عن مواقفها وإجبارها على تقديم تنازلات في ملفات عديدة لا تخدم المصلحة الأميركية.
ولعل في مشروع “السيل الشمالي-2” الذي يلقى معارضة شرسة من واشنطن, خير دليل على ذلك, فالولايات المتحدة التي تروج لبيع غازها الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، لا يمكن أن تقبل بتمرير هذا المشروع خاصة أن روسيا طرف فيه, لذلك لم تترك واشنطن وسيلة إلا واستخدمتها لعرقلته, حيث يعلن الأميركيون بصراحة أنه يجب إيقاف هذا المشروع بحجة انتهاك أمن الطاقة في أوروبا، وهددت واشنطن مرارا بفرض عقوبات على المشروع التجاري، والدول المشاركة فيه حتى أنها لم تستثن حلفاءها أيضا, وذلك للحد من منافسة الغاز الروسي للأميركي في أسواق الطاقة الأوروبية, الأمر الذي يؤكد مرة جديدة أن واشنطن لا يمكن الوثوق بها.
وآخر هذه الضغوط تمثل برفض المجموعة الدولية لنوادي التأمين المتبادل لمالكي السفن توفير تغطية تأمينية للسفن التي تشارك في بناء خط أنابيب الغاز “السيل الشمالي 2″، وهو ما أثار استهجان روسيا التي علقت على لسان النائب الأول لرئيس لجنة الطاقة في مجلس الدوما الروسي إيغور أنانسكيخ، بقوله اليوم الأربعاء: هذا، بالطبع، انحياز غريب لصالح الدول الفردية، وهو ما لا ينبغي أن يكون في العالم الحديث على الإطلاق. يجب أن تكون لدينا علاقات تجارية.. هذا القرار يتحدث عن تسييس قوي للنادي.
من الواضح أن مشروع “السيل الشمالي 2” لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة، ومحاولاتها الحثيثة لمنع وصول الغاز إلى أوروبا هي صراع من أجل أسواق الطاقة، وعلى الرغم من التحذيرات الشديدة من أن التخلي عن المشروع، سيسبب خسائر قد تصل إلى أكثر من 10 مليارات يورو, إلا أن ذلك لم يلق آذانا صاغية عند الولايات المتحدة ويبدو أنها ماضية في عرقلته.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد أعلن يوم الاثنين الماضي، أن واشنطن تشكل تحالفا لمنع استكمال المشروع، وتأمل ألا يكتمل بناء خط الأنابيب.
كما أعلنت الحكومة الأميركية أن عقوباتها ضد خصومها ستشمل خط غاز “نورد ستريم 2” المتجه إلى ألمانيا بالإضافة إلى “التيار التركي” من خلال حزمة العقوبات (CAATSA).
ومن الجدير بالذكر أن المشروع الذي تم توقيعه بين روسيا وألمانيا قد اكتمل بنسبة 97 بالمئة، بينما تحاول العديد من الجهات إلغاءه وخصوصا بعد الضغوطات التي واجهتها روسيا وألمانيا بعد قضية المعارض الروسي “أليكسي نافالني”.