من نبض الحدث -ديب علي حسن
الحرب ليست خياراً جيداً مهما كانت، لكنها في النهاية تحصل وتقع، وغالباً ما تجد الكثير من الدول نفسها أمام خطر داهم يجب أن تدفعه عنها وعن شعبها ومقدراتها، وهذا واجب أي دولة وحكومة، ولكن ليس الأمر على هذا المنوال دائماً، فثمة دول وأنظمة لايمكن لها أن تستمر في الحياة إلا حين تعمل على تجارة الحروب والاستثمار فيها، أينما استطاعت فعل ذلك.
والكيان الصهيوني، على رأس القائمة في تثبيت وجوده غير الشرعي من خلال العدوان الدائم، وشحن مستوطنيه بكل وسائل التحريض والعنف، وعلى ما يبدو أنه ليس وحده الذي يعمل في هذا الاستثمار الخبيث، فنظام أردوغان يشاطره الأسلوب نفسه، ويتعاون مع بكل الوسائل المتاحة، وقد كشفت الوقائع التي تجري في المنطقة على خبث ما خطط وعمل له النظام التركي، بدءاً من ليبيا وصولاً إلى سورية ودعمه الإرهابيين قولاً وعملاً، إلى حد المتاجرة بهم وزجهم في كل مكان يرى أنه يمكن – كما يتوهم – يحقق له المكاسب، نقل آلاف المرتزقة من الشمال السوري إلى ليبيا، واليوم يقوم بالعمل نفسه كما تشير التقارير والمعطيات الواردة من الكثير من الجهات المعنية، إذ يعمد على الزج بمرتزقته في الصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا، ويصب الزيت على النار، ليتحول إلى محراك شرر ونار تحرق كل شيء، وبالتأكيد الكيان الصهيوني ليس خارج هذه اللعبة القذرة في التحريض والعمل على تأجيج نار الحرب.
ما يجري ليس عادياً، ويجب ألا يمر مرور الكرام، فحين يتحول العالم إلى ساحة صراع يتم استئجار المرتزقة فيها لتحقيق مصالح ضيقة وآنية، هذا يعني أنه لا قانون ولا احترام لأبسط مبادىء الحياة الإنسانية، بل هي جرائم حرب يجب أن توضع وتصنف تحت بند الإبادات الجماعية، والنظام التركي والغ فيها إلى حدودها اللانهائية.