ربما لم تحسن التوقيت، رفعت الغطاء حتى غطت رأسها تماماً، واستغرقت في نوم هادئ، هذه الليلة بالذات شعرت براحة عميقة في نومها، ما إن سمعت صوت المؤذن ينادي ” الله أكبر” هبت سريعاً من رقادها كعادتها، وضعت قهوتها على الموقد الكهربائي…
شرعت في طقوسها الصباحية الاعتيادية على عجل، كمن لديه موعد يخاف أن يفقده…!
وضعت قهوتها إلى جانب أريكتها الوردية المفضلة، وشرعت في كتابة أولى قصصها الافتتاحية، إحساس ما أنبأها أن عليها تأجيل قصصها، بإمكانها الانتظار، دلفت مسرعة إلى كتابات مستعجلة، حينها كانت القهوة قد أصبحت باردة…
كأن قهوتي تتآمرعلى إبداعي.. ابتسمت أو ضحكت لم تنتبه..!
مع سخونة قهوتها من جديد… وانشغالها بشتى المخططات الصباحية، سخنت أفكارها، وسارعت إلى فتح صفحة “ورد” جديدة كتبت عليها عنوان زاوية خطرت لها فكرتها حين رمت “الريموت كونترول” جانباً، بعد أن هالها كل هذا الكلام السحري عن واقع لم تعشه يوماً.. التلفزيون يتنمر علي.. أيضا..!
مضت الفقرات سلسلة، وحين أعادت قراءتها شعرت باللامعنى… كلام في الهواء… لا يقدم ولا يؤخر… ما الجديد..؟
أفكارها تتآمرعليها، كيف تنفضها، وتعيد تحديثها… حتى لا تبدو عالقة في قوقعة جدرانها لا تخترق..!
نهضت وفرشت بساطها الخمري على الأرض وشغلت اليوتيوب عل “اليوغا” تساعدها على تغيير ما، كانت رقبتها متشنجة جدا، ربما هي سبب ما تعيشه من ركود فكري…؟
دقائق قليلة، سارعت بعدها إلى الجلوس خلف الكمبيوتر المحمول، كمن اقترف ذنباً، عادت إلى فتح ملف جديد، كتبت سيناريو…
بينما تقرأ ذاك القديم الذي اشتغلته مع بعض الأصدقاء، خطرت لها أفكار جديدة، فتحت فولدر جديد، وعنونته باسمها وبدأت تستعجل الأفكار…
مع اقتراب الشمس من السطوع في الصالون الكبير، والذي لا تزال رائحة دهانه الوردي الفاتح نفاذة، هرعت إلى تجهيز إفطار سريع…
حين اكتشفت أن المائدة الصغيرة لن تكتمل سوى بالخبز، سارعت إلى ارتداء ملابسها وهي تفكر برائحتة الشهية…
ما إن خرجت بضعة أمتار… وبينما تهم في دخول إحدى الدروب المختصرة حتى لمحت انحناءة صاحب المنزل، انقبض قلبها، وتسارع نبضها….
ولا تدري كيف وصلت إلى المنزل وأقفلت الباب.. وهي على وشك أن تنسى اسمها… هذه المرة بالتأكيد لم تفكر…. حتى بفتح أي فولدر جديد!!
رؤية – سعاد زاهر