الملحق الثقافي: عقبة زيدان :
يعرف سارتر الأدب الملتزم بقوله: «مما لا ريب فيه أنّ الأثر المكتوب واقعة اجتماعيّة، ولا بدّ أن يكون الكاتب مقتنعاً به عميق اقتناع، حتى قبل أن يتناول القلم. إنّ عليه بالفعل، أن يشعر بمدى مسؤوليته، وهو مسؤول عن كلّ شيء، عن الحروب الخاسرة أو الرابحة. إنّه متواطئ مع المضطهدين إذا لم يكن الحليف الطبيعي للمضطّهدين»
إذاً، وفي حال وافقنا سارتر، فإن الأدب الملتزم هو ذلك الأدب الذي يتعاطف مع مجتمعه ويكون ناطقاً باسمه، يعالج قضاياه. والأدب، برأي سارتر أيضاً، مسؤول عن الحرية، وعن التطور، وكذلك عن التخلف. إذاً فالأديب ملتزم بواقع مجتمعه بما يتطابق مع الخير والحق.
الفكر الملتزم أساس حركة العالم، من فجر الكلمة إلى هذا اليوم. ولا يكون الالتزام مجرد تنظير، بل هو سعي حثيث لتحقيق ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع، مقصياً بالتأكيد عامل النفع والمكاسب.
الأدب الملتزم يجب أن يكون صادقاً، وأن يهرع إلى هدم الواقع وإعادة بنائه، بما يضمن تحقيق مكاسب لأبناء الوطن، وللبشرية جمعاء.
ليس الالتزام حديثاً أبداً، فهو سمة الأدباء والمفكرين الحقيقيين عبر التاريخ، أولئك الذين حملوا هموم مجتمعاتهم، إلى حد إنكار النفس، ودفعوا ثمن مواقفهم غالياً. لقد تألموا أكثر من الآخرين، وجاعوا أكثر من الجائعين، ولكنهم لم يخونوا أنفسهم، ولا الذين يعولون عليهم.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء6-10-2020
رقم العدد :1015