“قلمي للوطن.. للفكر والمعرفة والأدب.. وإن مات الأدب، مات الإنسان”

 

ثورة اون لاين – هفاف ميهوب: 

“قلمي ليس للتأجير ولا للبيع. قلمي للوطن، للفكر، للمعرفة، للأدب، للإنسان. اكتبوا على قبري: مات ولم يبع قلمه..
ابتكروا، أبدعوا، استوحوا الإلهام من كل مكان وكل زمان. من الموجودات والمتخيلات والأوهام.. اقتلوا اليأس.. اقتلوا الخوف.. إن عدم فرض قيود على أنفسكم فيما يتعلق بما هو ممكن، هو نجاحكم وتحرركم الكامل من سجنكم. أضلاعك ليست سجنك. جمجمتك ليست سجنك.. جهلك سجنك الأبدي.. عن جهلك لذاتك المبدعة أتحدث”.
هذا ما قرأناه للكاتب والشاعر “أكثم علي ديب” وأكدته مشاريعه العديدة التي مثلما كان هدفه منها الارتقاء بوطنه وإنسانه السوري، كان هدفه أيضاً، محاولة تطوير الجانب الفكري والأدبي والشعري والتعليمي والتربوي.
نعم، هذا ما قرأناه لكاتب متعدد النتاجات الإبداعية.. كاتبٌ، لأنه أدرك مبكراً قيمة اللغة وثراء فضاءاتها، سعى لامتلاك روحها والتحليق بها في هذه الفضاءات، وبإصرارٍ دفعه لتطوير مواهبه التي قال عن بدايتها في إحدى لقاءاته الحوارية:
“في أيام دراستي الجامعية في كلية الهندسة الزراعية، بدأت أولى كتاباتي للمسرح في مدينة “اللاذقية.. استلهمت التشجيع بالاستمرار في الكتابة من ذاتي، وهي طاقة من التحدي لا أكثر.
تعمقي في القراءة والأدب أوجد عندي تعلقاً بزيادة القراءات والمطالعات البحثية والاختصاصية، إلى جانب الاستفادة من التجارب الحياتية، ففي كل أسبوع أجد ذاتي أكثر نضجاً ولقد آمنت أن السفر يضيف للإنسان الكثير، ويعطي للكاتب طاقات مدهشة في الإبداع، فالغربة تعتبر من أهم التجارب التي تضيف وتطور الإنسان، وتمنحه المعارف وتصقله على الدوام”.
إنها انطلاقته إلى العالمِ الذي أبهره. عالم الأدب والفكر والشعر وغيرهم مما قدم فيهم من الإنجازات، ما كان أشهره وأكثره انتشاراً “طلائع الطل” وهو كتاب على شكل رواية فلسفية أدبية، استخدم فيها 13 حرف من حروف الأبجدية العربية، وهي الأحرف المهملة غير المنقوطة. الكتاب مرشح للدخول في موسوعة “غينيس” وفيه من الإعجاز اللغوي والفلسفي، ما جعله محط العديد من الأبحاث والدراسات.
له أيضاً في مجال الأدب: “طبيب اليمامات” و”في رحاب البوح” و “مشنقة ذئب”.
هذا عن الأدب، أما عن الشعر فكان أكثر ماتناوله ولاسيما بعد الأزمة التي تعرضت لها سوريته، القصائد التربوية والإنسانية والوطنية التي أراد للأجيال أن تصفع بها أعداء الحياة والنور والجمال المنبثق من “دمشق”، عاصمة الحب ونبض قصيدته:
/دمشقُ وهل إذا قلنا سنكفيكِ/ لغاتُ الأرضِ لو قِيلَتْ فَمِن فِيكِ/ وكلّ الشِّعرِ إنْ قالوا وإنْ نَظَموا/ فأنتِ البحرُ تُلزِمُهم قوافيكِ/ فما خَفيتْ على الدّنيا بِشارتُكِ/ وما ظهرتْ على البُشرى خوافيكِ/ إذا للخلقِ في الأكوانِ مِنْ وطنٍ/ فذاكَ الشّامُ، منتمياً يُوافيكِ/ بنى الإنسانُ في أرضيكِ منزلَهُ/ وهل للقلبِ منْ بيتٍ سوى فِيكِ؟!/ ..
دمشقُ كنايةٌ كبرى عن الدنيا/ فما لقبٌ ولا التاريخُ كافيكِ/ فمن يغزو فإنَّ الشّامَ تبلَعُهُ/ وكم رَحلتْ عنِ الدّنيا جَوَافِيكِ/ حروفُ النَّفي لا تنفي بحضرتكِ/ سوى بالأمرِ في فعلٍ نَوافيكِ/ يبوحُ النّجمُ للآفاقِ شَعشعهُ/ رؤىً في الشّامِ بالمعنى يوافيكِ/ إذا جفَّت بحورُ الأرض عن مطرٍ/ فإنَّ الغيمَ مصدَرُهُ فيافيكِ/ ..
حتماً لم يقل شعراً في “دمشق” وحدها، بل في كل مدن وبلدات وقرى “سوريا” بادئاً بمسقط رأسه وعشقه “اللاذقية”:
/اركعْ فإنّكَ زرتَ أرضَ اللّاذقيّةْ/ أرض التّلاقي في معاني السّرمديّةْ/ اركعْ هنا فالحرفُ يولَدُ ههنا/ والشّمسُ تشرقُ مِن شفاهِ الأبجديَّةْ/ والكَمُّ يولَدُ عندها في كيفِهِ/ والحَدْسُ يلقى وجدَهُ في المعنويَّةْ/ ..
ويستمر في عناق وطنه بأناشيد تتغنى بها قصيدته، دون أن يتوقف عن المضي لإيصال رسالته. الارتقاء باللغة والكلمة والأدب والفكر والفن والشعر والتربية والقراءة، ولاسيما في هذا الزمن العدمي. الزمن الذي رآه يعاني من مشكلة، تكمن في “وجود قراء يستعذبون السهل الغث السطحي المستهلك، معتقدين أن هذا هو الأدب العربي”.
تكمن أيضاً، في احتضار وموت الأدب وكتابه وقارئه وكاتبه، معتبراً أن المسؤول عن هذا الاحتضار وخطورته:
“نحن جميعا نتحمل مسؤولية احتضار وموت الأدب، قرّاء وكتّابا، وإذا مات الأدب فقد مات الفن ومات الإنسان روحياً وعقلياً، وماتت الأوطان”.
بطاقة تعريف:
“أكثم علي ديب”.. كاتب وشاعر ومخرج، من قرية “بعبدة” التابعة لمدينة “جبلة” في محافظة “اللاذقية” وهو خريج كلية الهندسة الزراعية جامعة “تشرين”.
افتتح معهدين أكاديميين في “سورية” لتدريس السيناريو وإعداد الممثل، وتعليم مبادئ الإخراج، وهما “شغف” و”بداية طموح|”.
عمل في المجال المسرحي، وفي أرشيفه 22 مسرحية، وسبعة مسلسلات، إضافة إلى 12 فيلماً سينمائياً.

 

آخر الأخبار
جمعية "المجد" في طرطوس.. خدمات تأهيلية متكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة "دير شميل" أنموذج.. مشاركات مجتمعية وإنسانية تخمد حرائق القرى والبلدات التكافل الاجتماعي.. قبضة أمل في مواجهة تحديات الطبيعة مهرجان "ربيع حماة".. للمرة الأولى بعد تحرير المدينة الخارجية تدين الغارات الإسرائيلية على حمص واللاذقية وتدعو مجلس الأمن للتدخل المحميات البحرية بلا حماية..! وأربع مُقترحَة.. مع وقف التنفيذ السياحة السورية تستعد للإقلاع.. تأهيل جيل جديد لمواكبة التكنولوجيا محافظ إدلب يبحث مع اليونيسف والفاو مشاريع خدمية لتعزيز التعافي اجتماع وجولة تفقدية لمديري حارم وصحة إدلب لمتابعة التحديات تعاون متجدد بين وزارة الطوارئ واليونيسف لتعزيز الاستجابة تبادل الخبرات والاستثمارات السياحية مع الإمارات اجتماعات وزارية مشتركة في الرياض.. فرص استثمارية واعدة وتعاون زراعي استكمال مشروع دار المحافظة بدرعا ينطلق من جديد حماة تستعد لانطلاق مهرجان ربيع النصر إدخال بطاطا وخضار مستوردة يلحق خسائر  بمزارعي درعا طرطوس تبحث رؤيتها الاستثمارية والتنموية أبناء عشائر السويداء يؤكدون حقهم في العودة لمنازلهم وأراضيهم منصة صحية ومركز تدريب سعودي- سوري مستشفى دمر التخصصي بالأمراض الجلدية يفتح أبوابه لخدمة المرضى الاستثمار في سوريا قراءة في تجارب معرض دمشق الدولي