الثورة أون لاين – دينا الحمد:
تمتدَ جذور حزب العمل الكوري عميقاً في أوساط الكوريين من عمال وفلاحين ومثقفين، ومنذ تأسيسه، الذي مضى عليه 75 عاماً، وهو يناضل من أجل انتصار قضية هذا الشعب، وتحفل مسيرته بالانتصارات والإنجازات التي وطدت استقلال جمهورية كوريا الديمقراطية، ومكنت الكوريين من الاكتفاء الذاتي والدفاع الوطني في مواجهة الغطرسة الأميركية.
وقد لخص كيم إيل سونغ المبادئ الأساسية في خطابه عام 1965 بثلاثة مبادئ أساسية هي استقلال في السياسة، واكتفاء ذاتي في الاقتصاد، ودفاع ذاتي، وتركزت أهداف الحزب في بناء الدولة الاشتراكية، وتنفيذ مهام الثورة الديمقراطية للتحرر الوطني، وتحقيق وحدة الوطن، وإنجاز استقلالية جماهير الشعب تماماً، ومن أجل تحقيق ذلك، وفي ظل ظروف بناء الاشتراكية وسط التهديدات الخارجية والحصار، أعطى الحزب الأوّلوية للشؤون العسكرية والبناء.
واستنهض حزب العمل أبناء الشعب من أجل إعادة التعمير والبناء، وإرساء الأسس الاشتراكية، وحَول كوريا الديمقراطية الشعبية إلى دولة صناعية اشتراكية، محدثاً نهضة ثورية كبرى، قضت على الأمية، وأطلقت الأقمار الصناعية، ومكنت من استخدام الطاقة الشمسيّة بشكل فعّال للأغراض المنزليّة، وأنشأت جامعة كيم تشايك للتكنولوجيا الرّائدة في إعداد البرامج التدريبية في مجال الوقود النووي والهندسة النووية.
وإذا سلطنا الضوء على حالة واحدة في كوريا الديمقراطية نجد معنى هذا الكلام قلباً وقالباً، ففي أوائل أيلول الماضي خلفت الأعاصير أضرارا جسيمة في المناطق الساحلية الشرقية بجمهورية كوريا الديمقراطية.
و في محافظة هامكيونغ الجنوبية وحدها أغرقت السيول ودمرت المنازل والمباني العامة في أكثر من عشر مدن وأقضية مثل مدينتي دانتشون وسينبو وقضاء هونغواون حتى أصبح عدد كبير من المنكوبين مشردين من دون مأوى.
وفي هذه الظروف، زار رئيس حزب العمل الكوري كيم جونغ وون المنطقة المتضررة في هذه المحافظة ليطلع على وضعها الحقيقي، وبعث من هذا المكان برسالة مفتوحة إلى جميع أعضاء الحزب في العاصمة بيونغ يانغ دعا فيها أعضاء الحزب في العاصمة إلى أن ينطلقوا إلى مواقع رفع الأضرار، ويواسوا بصدق أبناء الشعب في المناطق المنكوبة، تعبيراً عن قلق الحزب ورعايته، والمودة الصادقة من العاصمة بيونغ يانغ، ويساعدوهم بكل إخلاص حتى ينفضوا عنهم الكوارث بأسرع وقت ممكن.
وقد أصبح المجتمع الدولي يحس بعمق مجددا بأن كلمة “الشعب” منقوشة دائما في قلب القائد كيم جونغ وون، إنها إرادته الثابتة أنه يجب منح متطلبات أبناء الشعب ومصالحهم وتسهيلاتهم الأولوية القصوى واعتبارها شيئا مطلقا، ولا يجوز تعريضهم لأي أتفه منغصات وبؤس.
وليست هذه الحالة الوحيدة بل هي مجرد مثال فقط ففي آب الفائت كذلك حين تعرضت قرية دايتشونغ بقضاء وونبا في محافظة هوانغهاي الشمالية الواقعة في داخلية البلاد لأضرار الفيضانات قبل الأضرار الناجمة عن الإعصار الأخير، توجه إلى هذه المنطقة وقاد سيارته حيث قال بعد سماعه عن عدم وجود ضحايا إنه لأمر محظوظ، وإن أرواح أبناء الشعب وممتلكاتهم هي أهم شيء بالنسبة لنا، واتخذ كافة الإجراءات لضمان استقرار حياة المنكوبين، وتشييد المساكن لهم على أروع صورة.
وفيما رأى الأهالي القائد وهو يطلع على حالة الأضرار واحدة تلو الأخرى غير عابئ بالدرب الموحل الوعر، ذرفوا دموع الامتنان والتأثر وهتفوا من صميم قلوبهم بأنهم لا يعرفون البؤس مهما كانت الخطوب والشدائد الهائلة، وذلك لوجوده وهو نبراس حب الشعب.
لقد انتشرت في هذا البلد وحدات الجيش الشعبي وسائر قوى البناء المقتدرة في مواقع رفع الأضرار وعلى ذلك، تدور فيها حملة إعادة الإعمار والبناء على قدم وساق.
إذاً، لماذا قرر القائد كيم جونغ وون هذه المرة أن يشكل القوة لرفع الأضرار خصوصا من خيرة أعضاء الحزب الصميمين في العاصمة لإرسالها فورا إلى المناطق المتضررة من الإعصار؟.
الإجابة لا تحتاج إلى كثير عناء لفك شيفرتها لأن ذلك يهدف إلى جعل أبناء الشعب في المناطق المنكوبة الذين يعيشون دائما متلهفين إلي قائدهم، ويحسون بكل جوارحهم بالرعاية الدافئة للحزب الأم (ينادي أبناء الشعب الكوري حزب العمل بالحزب الأم) وهم ينظرون إلى أعضاء الحزب في العاصمة الساكنين بالقرب من اللجنة المركزية للحزب، وكذلك منحهم الثقة والتفاؤل بأن الكوارث مؤقتة، وتأتيهم الحياة السعيدة قريباً جداً بسبب المودة الدافئة المتبادلة بينهم وبين قيادتهم.