صبراً على البلوى.. سورية.. فخلف تلك النار الكثير الكثير من الجبناء…خلفها ترامب وسياسة الرياء أن جاءنا ببيانه يتخوف على السوريين ..يمشي في جنازة الزيتون والليمون كما مشى قبلها في حريق القمح ..
الرئيس الأميركي بعدما آزر الحصار بالنار يتصدر(ترند) المشهد بأنه الأكثر وقاحة يوم تبرز أنيابه من بين سطور القلق من الحرائق في سورية ..هذا هو نيرون المرحلة وهو الشيطان الذي هبط بالشرق الأوسط إلى حرائقه السياسية بكل أشكالها
المشهد بعد إخماد النيران في حمص واللاذقية وطرطوس من رماد ..لكن الرؤية أوضح لا حل إلا بالمقاومة والصبر فعدونا في خساراته بات أكثر وحشية وأوقح في رسائله المبطنة… أن خلصوا أنفسكم من النار والحصار في دعوة لجبهة مفتوحة مع الخراب …حرق الأرض هي سياسة الخسارة حتى لو لم تتلطخ يدي الجاني بحمم النار …فالسبب المباشر لكل الحرائق واشنطن والسبب غير المباشر هي أيضا …فتشوا عنها في تعب السنوات التي مرت وفي حرماننا من الخطوات التي لم نكملها ..في عرقلة عجلة الاقتصاد وفي شح الأدوات لإطفاء ما اشتعل أو بناء ما دمر …أ ليس هو قانون قيصر..وماقبله من خيم للجولاني والبغدادي …الأكثر من ذلك …
بينما النيران كانت تأكل الأخضر واليابس وتحاصر السكان والبيوت.. ترامب لم يضيع الوقت بل تابع سرقة النفط في الجزيرة السورية وتهريبه عبر العراق .. السرقة موصوفة ولكنها هذه المرة وفي وضح الجريمة الكبرى ..الحرائق !!
كما لصوص الكوارث تتصرف واشنطن في سورية تستغل كل المشاهد للسرقة.. للنهب للتجويع.. لإضعاف الجسد المنتصر على الإرهاب ..لإرهاقنا أكثر ..والقادم لن يقل خطورة وبيان إدارة ترامب في الأمس ليس أكثر من إعلان لحملته الانتخابية وكما غزت أميركا العراق والمنطقة باسم الديمقراطية فلا عجب ولا استهجان إن جاءنا الآن خطاب الخارجية الأميركية بمزيد من الكذب ..
ترامب يتبع سياسة النفاق مع شعبه فهل ننتظر والعالم مصداقيته ..فهو الغافي في فراش كورونا قبل الانتخابات لينهض( كسوبر رئيس) ويبرر أن من قضى من الأميركيين نحبه بالفايروس هو فقط لقلة إيمانه بقدرة ترامب على التخلص من كوفييد 19 بالتهريج تارة وكسر الحجر تارات باستئناف التجارة واستثماراتها السياسية …فبالمال وحده تحيا أميركا ..
الرئيس الأميركي وفي أول ظهور له مابعد الإصابة بكورونا جدد الشعار … أميركا أولا ..وفي هذا الخيار الكثير من الدمار إذا تم وصوله الثاني للبيت الأبيض…
أميركا أولا ..فتهيئوا الى مزيد من الانفلات الدولي والانسحاب من المعاهدات ونهوض أقطاب ومجموعات التطرف وارتدائها لبزات السياسة ..ألم تكن حركة طالبان بالأمس أول القلقين على صحة ترامب بعد إصابته بكورونا …
اختبر العالم ولاية أربع سنوات لترامب جرّت الشرق الأوسط إلى مزيد من الحرائق وإن حاولت روسيا حفر نوافذ للتفاوض ووضع الحد لسياسة أميركا في المنطقة فالقادم بصعود ترامب أسوأ خاصة لبقع عالمية أخرى ..حتى أوروبا لن تسلم من ترامب فهو أداة الدولة الأميركية العميقة للحفر الخشن والمخالف وترميم ما فقد من هيبة واشنطن خلال العقود الماضية ..
المرحلة الدولية صعبة ..هكذا تريدها أميركا حتى تمسك مجدداً في قطبيتها وما بين المبارزات الكبرى نقول صبراً على البلوى فالهدف إضعافنا أكثر ..
واشنطن ومن معها فقدوا القدرة على هزيمتنا لذلك يحاولون استنزافنا من اقتصادنا ..من لقمة عيشنا …هم يريدون سورية ضعيفة لفرض الشروط المستعصية ..ونحن قوتنا في صبرنا ..وقتل نيرون بعيون المقاومة.
من نبض الحدث- عزة شتيوي