قد يكون ما عشناه من حرب امتدت سنوات سبباً لنقص الموارد، لكن نقص الأفكار والبدائل لمواجهة كوارث طبيعية مثلاً ربما ليس له علاقة بالحرب أبداً، وإنما بسوء التخطيط إن لم نقل الاستهتار وتحكم الفساد في الإدارات.
يذكر الصحفيون والصحفيات، والأطباء والطبيبات والممرضون والممرضات وغيرهم كثير من موظفي مختلف الوزارات التدريبات الطويلة التي كانت تمتد لأسبوع في مواجهة الأزمات والكوارث، ومنذ سنوات طويلة منها مثلاً سنة ٢٠٠١ والتي تحدثت بالتفصيل عن مواجهة الكوارث الطبيعة ومنها الحرائق.
ربما لا نستطيع منع حدوث الحرائق مهما كانت الأسباب، سواء طبيعية أو مفتعلة بقصد التخريب، أو بسبب الإهمال، لكن نستطيع منع انتشارها والتخفيف من آثارها، في حال وقوعها.
كشف حريق السنة الماضية عدم توفر مستلزمات مواجهة الحريق من سيارات وطائرات اطفاء، إلى طرق زراعية وغيرها ورغم ذلك لم يتم العمل على تأمينها.
إن البطء في الاستجابة الحكومية، هذا إن لم نقل التقصير يدفعنا إلى التفكير بأن يجتمع الأهالي لتأسيس صندوق تبرعات يرتبط بمتطوعين، لجمع المال وشراء سيارة الإطفاء وحفر الطرق الزراعية، يبدو هذا التفكير ضرب من الخيال بسبب فقر القرى التي احترقت، لكن لابد من البحث عن حلول مع كل حدث أو كارثة نتعرض لها، وكأننا إذا تعرضنا اليوم لشدة ما وكلفتنا الكثير من دمنا وعرقنا، لن نتعرض لها مرة ثانيةً، وبالتالي لانجد إجراء ولا ميزانية للمواجهة.
عين المجتمع -لينا ديوب