كثيرة هي الدروس والعبر.. ولكن الأميركي وجوقته الأوروبية المارقة يصرون على تعصيب أعينهم وصم آذانهم عن الحقيقة المؤكدة التي تقول بأنه لا خبز لهم على أراضينا، كما أن أمواج مشاريعهم العدوانية في سورية، وغيرها من الدول المناهضة للسياسات الأميركية والغربية، سترتطم في وجههم حتماً، وستتبدد أوهامهم التي أنفقوا في سبيلها مليارات الدولارات، وستتناثر في سماء أحقادهم، ولن تقوم لها قائمة على الإطلاق.
من سلاح ما يسمى زوراً وبهتاناً “المعارضة”، إلى سلاح الإرهاب، وتجنيد المرتزقة والقتلة التكفيريين، وصولاً إلى محاصرة الشعوب الصامدة بقرارات مجلس الأمن المسيسة، وبجلساته المغلقة فقط عن إرادة الشعوب، والمترجمة لأهواء الدول المتغطرسة فقط في إجرامها وإرهابها، وصولاً إلى سلاح العقوبات الاقتصادية الجائرة والقسرية واللاإنسانية، هي أدوات القتل الأميركية والأوروبية تتعدد، ولكنها تلتقي من حيث الدونية والهدف والعدوانية، فكل شيء في عرف نظام الإرهاب الأميركي ومعه أنظمة التبعية الأوروبية مباح وممكن وجائز، طالما أنه يلبي المطامع الاستعمارية لهذه القوى المارقة ويحقق مآربها الرخيصة.
المؤامرة الأميركية، ولغة المفخخات والدمار والعقوبات لم تكن تستهدف السوريين وحدهم دون غيرهم، وإنما هذه السياسات الأميركية الفاشلة طالت كل الشعوب والدول السيادية، والتي تختلف مع أميركا من حيث السياسات “النظرية والتطبيق والممارسة الفعلية”، فاتبع معها الأميركي سياسة من ليس معي وينفذ إملاءاتي فهو ضدي، ولا بد من معاقبته وخنقه وصولاً إلى محاولة إرضاخه.
ولكن نظام الإبادة الأميركية أخطأ في حساباته كلها هنا، وإلا كيف يفسر لنا عجزه عن تحقيق ولو جزء يسير مما يرنو إليه من أطماع سواء في سورية، أو إيران أو فنزويلا أو كوبا، أو غيرها من الدول؟!، وهل يتوقع حقاً أن عقوبات أدواته الأوروبية الجائرة ضد موسكو قد تفلح حقاً في عرقلة جهودها الساعية إلى جانب دول أخرى لإرساء نظام دولي جديد يقوم على العدالة والمساواة.
الأميركي استعرض عضلاته المتورمة إرهاباً على أكثر من مسرح إقليمي ودولي، كما أنه استخدم العديد من الوصفات التخريبية بنكهات اقتصادية سيئة المذاق عنوانها العقوبات، ولم يفلح في ذلك كله، ليبقى السؤال ألم يمل هذا المتوحش من الإخفاق والفشل الذي يعنون كل جولاته السابقة والحالية وحكماً اللاحقة؟!، ألا يخجل من نفسه وهو يذرف دموع التماسيح على ضحاياه فيما هو من يأمر بقتلهم ترهيباً أو تجويعاً أو مرضاً أو بأسلحة الفوسفور الأبيض المحرم دولياً؟!، ألم يدرك بعد أن طباخ السم الإرهابي والاقتصادي ذائقه لا محال، وأن العبرة في الخواتيم، وأن من يعش ير؟!.
حدث وتعليق- ريم صالح