شهدنا في الآونة الأخيرة نشاطات ثقافية مختلفة أطلقتها وزارة الثقافة إيماناً منها بأهمية التنوع الثقافي لكونه أحد مكونات المجتمع، فالتنوع يعني الثراء والغنى الفكري، وهذا التنوع يعمل على بناء المجتمع، فكيف لنا أن نتصوّر العالم من غير أدوات التنوع الثقافي؟
فعلى سبيل المثال استطاعت وزارة الثقافة من خلال ندوة الترجمة التي أقامتها بالأمس القريب في مكتبة الأسد بدمشق من فتح نوافذ مختلفة، فللترجمة أهمية تتضاعف في هذا العصر الذي تقاربت فيه الأبعاد، وتشابكت العلاقات من جهة أخرى أقامت المؤسسة العامة للسينما تظاهرة سينما “الهواء الطلق” في كل من (السلمية وعيون الوادي وحماة وحمص ..الخ) تلك التظاهرة الحضارية التي تدل على عراقة الشعب السوري وحبه لخلق كل ما هو جديد.. جعلتنا نتوقف عند تلك المشاهد وتنوعها، فعندما نشاهد مثلاً فرقة موسيقية تعزف داخل المشفى أو معرضاً فنياً في الهواء الطلق بعيداً عن الصالات، أو فرقة موسيقية تعزف في حديقة عابرة أمام المارة، فتلك المشاهد العابقة بالحياة نستطيع أن نقول عنها إنها مختلفة عما اعتدنا على فعله عبر سنين طوال.
هذا الثراء الثقافي له إيجابيات عديدة أولها التعرف على الطاقات الكامنة داخل المجتمع الواحد، وثانيها خلقُ التناغم بين المواطنين، وثالثها فهم الاتجاهات الثقافية لكلّ شرائح المجتمع..
أمام ما نراه اليوم نقول إننا نطمح إلى المزيد من النشاطات التي تفرض دورها في الظهور والفعل، والتي تخلق أجواء التناغم الاجتماعي، فمزيد من الآراء والأفكار من المعنيين بالشأن الثقافي سيجعل الفضاء أرحب وأوسع، أما الهاجس والرغبة والأريحية في التعامل مع الأفكار والآراء والتجارب كل ذلك وسواه سيجعل للعمل الثقافي متعة وقيمة مضافة، ناهيك بالمسؤولية والحضور المجدي في المجتمع والحياة معاً.
رؤية- عمار النعمة