الثورة اون لاين :
فقدت الأوساط الفنية في مصر والوطن العربي فناناً مبدعاً، وواحداً من نجوم الإبداع الفني في المسرح والتلفاز والسينما، محمود ياسين الذي انضم إلى ركب الراحلين اليوم بعد صراع طويل مع المرض كما قالت المواقع المصرية، وفي محطات حياته الثرية التي لا توجز بصفحات يمكن الوقوف عند الكثير منها، ولا سيما رحلة الوصول إلى قمة العطاء والإبداع.
وفق المعلومات التي تتداولها الموسوعات والمواقع المعنية بتاريخ المبدعين فقد ولد محمود ياسين بمدينة بورسعيد 200 كيلومتر شمال القاهرة)، عام 1941 وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964 والتحق بالمسرح القومي قبلها بعام. كان أبوه موظفاً في هيئة قناة السويس، وكانوا يعيشون في فيلا ملك لشركة القناة، فلما قامت ثورة يوليو وصدرت قرارات التأميم لهيئة قناة السويس في 1956 آلت ملكيتها إلى الشعب. الأب كان فخوراً بالثورة ومن ثم غرس في ابنه هذا الشعور الوطني والاعتزاز.
وبعد انتهاء دراسته الثانوية رحل محمود ياسين للقاهرة ليلتحق بجامعة عين شمس وتحديداً كلية الحقوق، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله وخصوصاً في المسرح القومي لذلك تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة في المسرح القومي وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج في كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قراراً بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي، ورغم حبه لمدينته إلا أنه لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب 1967، وكانت بمثابة انكسار فكري وروحي، وخاصة للشباب.
في المسرح
في هذا التوقيت تم تعيين محمود ياسين بالمسرح القومي فبدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية “الحلم” من تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة “المسرح القومي” حيث قدّم على خشبته أكثر من 20 مسرحية أبرزها:
“وطني عكا”
“عودة الغائب”
“واقدساه”
“سليمان الحلبي”
“الخديوي”
“الزير سالم”
“ليلة مصرع غيفارا”
“ليلى والمجنون”
وتولى خلال هذه الفترة إدارة المسرح القومي لمدة عام ثم قدم استقالته.
السينما
أما عن علاقته بالسينما فقد بدأت بظلم شديد لها من جانبه، ففي بداياته الأولى لم يكن يدرك أهمية هذا الفن الساحر ومدى تأثيره في المجتمع والناس، ولم يكن حينئذ قد شاهد أعمال المخرجين الكبار أمثال صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وحسين كمال ويوسف شاهين، ولهذا تردد في قبول العمل بها، حتى إنه بدأ مشواره السينمائي بأدوار صغيرة من خلال أفلام
الرجل الذي فقد ظله
القضية 68
شيء من الخوف
حكاية من بلدنا
حتى جاءته فرصة البطولة الأولى من خلال فيلم “نحن لا نزرع الشوك” مع شادية ومن إخراج حسين كمال، ثم توالت أعماله السينمائية ليصل رصيده لأكثر من 150 فيلماً حصد خلالها لقب “فتى الشاشة الأول”، من أهم أفلامه وهو كبير السن فيلم “الجزيرة” مع أحمد السقا.
حصل على أكثر من 50 جائزة في مختلف المهرجانات في مصر وخارجها وكلها جوائز لها أهميتها عنده فقد حصل على:
جوائز التمثيل من مهرجانات طشقند عام 1980.
ومهرجان السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984 ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988.
حصل على جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975.
جائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980.
اختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998 ورئيس شرف المهرجان في نفس العام إلى جانب توليه منصب رئيس جمعية كتاب وفناني وإعلاميي الجيزة، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتالين 2001، 2002.
تم اختياره عام 2005 من قبل الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة.