تجربة الأسواق الشعبية التي أطلقتها الحكومة بهدف كسر الحلقة الوسيطة بين المنتج والمستهلك.
لم يكتب لها النجاح رغم أن مجالس المدن قامت بتجهيز الأماكن .. والبنية التحتية لها!!.
وذلك لجملة من الأسباب منها المواقع التي تم اختيارها .. ومسألة النقل التي يحتاجها المنتج لإيصال إنتاجه الى تلك الأسواق .. وعدم القدرة على تحويل (المزارع) منتج للخضار والفاكهة إلى بائع بالأسواق الشعبية .. وبالتالي فشلها كما حصل.
إن نجاح تجربة الأسواق الشعبية يتطلب إشراك الروابط والجمعيات الفلاحية في الأمر.. وذلك من خلال التعاون مع الوحدات الإرشادية المنتشرة في كافة القرى كما الجمعيات الفلاحية.
حيث تتوافر لدى تلك الجهات كافة المعلومات عن إنتاج الخضراوات والفاكهة وتقديرات الإنتاج.. ومواعيد نضوجها في قراهم الأمر الذي يجعل عملية جمع المنتجات الزراعية ونقلها من القرى إلى الأسواق الشعبية ممكنا بأقل التكاليف .. لأنه من خلال التعاون يمكن أن يقوم بعض المزارعين بعملية بيع إنتاجهم وإنتاج أقرباء لهم من القرية في آن واحد .. ولا يضطر من لديه كمية قليلة من الخضار أو الفاكهة الذهاب بنفسه إلى السوق الشعبي لبيعها.. حيث تجمع تلك الكميات من خلال الجمعية الفلاحية وتسجل وتباع .. ويحصل كل مزارع على عائد إنتاجه بعد حسم تكاليف النقل التي توزع على كامل المزارعين من القرية مما يؤدي إلى خفض تكاليف النقل وتحويلها إلى هامش ربح.
لنجاح تجربة الأسواق الشعبية لا بد من التعاون والتنظيم من خلال إشراف الجمعية الفلاحية في كل قرية .. ولاسيما أن أعضاء الجمعية هم من أبناء القرية.
إنها دعوة إلى تطوير الفكرة المهمة وتشجيع التعاون بين المنتج واتحاد الفلاحين والوحدات الإرشادية لضمان نجاح العملية وتكريسها بما يخدم المنتج والمستهلك.. وتبقى الكميات الكبيرة لسوق الهال لشحنها إلى المحافظات الأخرى التي لا تنتجها وذلك لسد حاجة المستهلك فيها.
أروقة محلية- نعمان برهوم