الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
«هو أمر خطر أن تقرأ بلا تفكير، ولكن الأخطر أن تفكر بلا قراءة»؛ هذه إحدى عبارات أفلاطون، والتي قمتُ بتحويرها قليلاً، وهي تدين ما وصلنا إليه من الجهل، في عالم يريد جلّ أبنائه أن يتحدثوا ويكتبوا ويتفلسفوا، من دون أن يكترثوا لضرورة قراءة أي كتاب، مهما كان عظيماً.
الجهلة يظنون أن المعرفة تكمن في الثرثرة الفارغة، وأن حكمة العالم كله موجودة في تفاهاتهم. وحيث إنهم لا يقرؤون، فإنهم لن يدركوا يوماً أن الحياة هي في مكان آخر.
لائحة الثرثارين، تشمل طيفاً واسعاً من العاملين في الحقل الثقافي. وتظهر أميتهم فيما ينتجونه؛ حيث لا تكون أعمالهم سوى نوع من التكرار الممل، وخالية من الخيال واقتحام أراض بكر.
هؤلاء لا يجدون في القراءة واحدة من أولوياتهم، ولم تكن يوماً، والدليل على ذلك، أن القارئ الحقيقي لا يمكنه أن يترك القراءة لمدة يوم واحد؛ لأن القراءة إدمان أبدي، ولا يمكن التخلص منها بأي شكل كان. وكل من يقول إنه كان يقرأ ومن ثم لم يعد الوقت يسنح له، فإنه مخادع، وأشد خطورة من الثرثارين العاديين.
القارئ النهم، هو كائن صامت، متفكر وغريب، لأن القراءة تنقله من واقع طبيعي، إلى عالم غير طبيعي، عالم فيه من السحر ما يجعل الإنسان عاجزاً عن الكلام، وغارقاً في التأمل.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء20-10-2020
رقم العدد :1017