هل تختلف ميليشيا “قسد” العميلة عن تنظيمي “النصرة وداعش” الإرهابيين؟، ولماذا هذا الارتهان الأعمى للمشروع الصهيو-أميركي؟، وهل تدرك أن مشغلها الأميركي سيلفظها فور انتهاء دورها الوظيفي؟، وبالتالي هل تعي بأن مصيرها الحتمي لن يكون أحسن حالاً من مصير التنظيمات الإرهابية المدحورة؟، هذه الأسئلة تفرضها حالة التورم الإرهابي التي تصيب مرتزقة تلك الميليشيا، وتصاعد وتيرة الجرائم التي تقترفها بحق أهالي منطقة الجزيرة تنفيذاً لأوامر وتعليميات مباشرة من المحتل الأميركي الذي يوفر لها غطاء الدعم اللازم للتمادي بجرائمها تلك، مستغلاً النزعة الانفصالية التي تعشعش في مخيلات متزعميها.
الاستيلاء بقوة السلاح على منازل الأهالي والمباني والمؤسسات الحكومية، باتت سياسة ممنهجة تنفذها تلك الميليشيا لإفراغ المناطق التي تحتلها من سكانها الأصليين، بهدف إحداث تغيير ديموغرافي وجيوسياسي يفرض واقعاً تقسيمياً من جهة، ولإعطاء مساحة أمان أوسع لقوات الاحتلال الأميركي الموجودة في تلك المناطق من جهة ثانية، لاسيما أن تلك القوات باتت تتحسب أكثر من ذي قبل لاتساع عمليات المقاومة الشعبية ضد وجودها اللاشرعي، وقياساً لسلسلة الجرائم التي ارتكبها إرهابيو “النصرة وداعش” في الكثير من المناطق، وما زالوا يرتكبونها اليوم في إدلب لجهة قتل المدنيين وتهجيرهم من بيوتهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم بقوة السلاح، فإن “قسد” تعد نسخة طبق الأصل عن هذين التنظيمين الإرهابيين وتفرعاتهما من تنظيمات أخرى، وهي أيضاً تحاكي بجرائمها تلك، ما يرتكبه إرهابيو نظام أردوغان، الذي يستمد أساليبه الإجرامية واللصوصية من ممارسات الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
مجريات الحرب الإرهابية على سورية ومراحلها السابقة، تثبت أن بروز ميليشيا “قسد” ووجودها الطارئ على مجرى الأحداث، ارتبط بشكل أساسي مع ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي، وكلاهما صنيعة أميركية وصهيونية يؤديان دورهما الوظيفي في سياق هذه الحرب، فهذه الميليشيا العميلة اتخذتها الولايات المتحدة كبديل عن “داعش” بعدما فشل هذا التنظيم بتحقيق الأجندات الأميركية المرسومة وفق المشروع التخريبي والتقسيمي المعد لسورية، حتى أن قسماً كبيراً من مرتزقتها كانوا في عداد هذا التنظيم قبل أن يندحر، فباتت اليوم أداة طيعة في يد المحتل الأميركي على أمل أن يساعدها في تحقيق نزعتها الانفصالية، فهي تنفذ كل إملاءاته وأطماعه، تقتل المدنيين وتهجرهم، وتغتال زعماء وشيوخ العشائر العربية، وتسرق ثروات السوريين، وتنهب محاصيلهم الزراعية، وما تعجز عن نهبه تحرقه وتحوله إلى رماد.. ولكن هل تظن تلك الميليشيا بأن كل هذه الجرائم التي ترتكبها باسم المحتل الأميركي قد تشفع لها عنده؟، السفير الأميركي السابق لدى سورية روبرت فورد، كان قد أجاب في وقت سابق على هذا السؤال بقوله الصريح والواضح: “العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة و(قسد) سوف تنتهي يوماً ما”، فهل تعي تلك الميليشيا العميلة هذه الحقيقة؟.
سلسلة الانتهاكات والجرائم الموصوفة التي ترتكبها ميليشيا العمالة والخيانة “قسد”، تعبر عن ماهية نهجها وسلوكها الإرهابي، وقبولها بأن تكون دمية رخيصة بيد المحتل الأميركي يعزز حقيقة ارتباطها المطلق بالمشروع الصهيو-أميركي، ولكن كما تتهاوى وتتكسر أدوات هذا المشروع اليوم، فإن هذه الميليشيا المأجورة سرعان ما ستندحر كباقي فلول التنظيمات الإرهابية الأخرى، فور اندحار رعاتها وداعميها.
البقعة الساخنة – ناصر منذر