الثورة اون لاين – لميس عودة:
لم تكن يوما أصابع النظام السعودي بعيدة عن الحرائق التي تم إشعال فتيلها الإرهابي تحت مسميات الفوضى الهدامة، ولم يكن متزعموه الإرهابيون بمنأى عن تأجيج الفتن والحروب وصب زيوت التسعير لإشعال المنطقة، كي تستثمر واشنطن وكيان العدو الصهيوني في عكر هذه الفوضى العدوانية، فالنظام السعودي كان الأداة الوظيفية ورأس الحربة العدوانية في تنفيذ أجندات التخريب الممنهج الذي أعدت مخططاته في المختبرات الصهيو-اميركية لتمزيق المنطقة وتفتيتها على مقاس الأطماع والأجندات الأميركية والصهيونية التي تستهدف شعوب دول المنطقة الرافضة لمخططات الهيمنة الاستعمارية والصامدة أمام مشاريعه التوسعية .
فسجل الإرهاب السعودي كبير ومتخم بكل أشكال الانتهاكات والتعدي والممارسات العدوانية وصفحاته مليئة بأبشع صور الجرائم بدءا من دعم التنظيمات الإرهابية التكفيرية وتمويلها ومدها بالسلاح والمعدات العسكرية والمال على امتداد خريطة المنطقة العربية، وليس انتهاء بالمجازر التي تمارس جهارا نهارا بحق الشعب اليمني الصامد في وجه مشاريع الهيمنة والاستحواذ على مقدراته وثرواته المرادة سعوديا وأميركيا وصهيونيا، فهذا الشعب المقاوم، ورغم تكثيف استهدافه بشتى أنواع الإرهاب العسكري والاقتصادي يتمسك بسيادة بلاده وعدم السماح بتمرير الأجندات العدوانية .
ولا تخفى على أحد على امتداد الخريطة الدولية حجم المعاناة التي يكابدها اليمنيون نتيجة الحرب الظالمة والحصار الجائر الذي تمارسه مملكة الإرهاب الوهابي السعودي بحقهم ولا تغيب عن الأذهان كل المشاهد والصور لمجازر ارتكبتها وترتكبها منذ أكثر من 5 سنوات آلة الحرب الإجرامية السعودية بدعم معلن وواضح من الإدارة الأميركية وأذنابها من دول الغرب الاستعماري والتي تستهدف الشعب اليمني بمؤسساته التعليمية والاقتصادية وبناه التحتية ومقدرات صموده لمحاولة ثنيه عن مقاومته للمشروع السعودي الأميركي.
كثيرة هي التقارير التي تصدرها المؤسسات الأممية والمنظمات الحقوقية التي تعنى بحقوق الإنسان والتي ترصد وتوثق ما آلت إليه أحوال اليمنيين القابعين تحت مقصلة الإجرام السعودي والتخاذل الاممي عن نصرتهم، وليس آخرها التقرير الأممي الصادرعن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، والذي أشار إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة في اليمن وصلت إلى أعلى مستوى على الإطلاق وذلك في ظل استمرار العدوان والحصار الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي.
وقد أكد التقرير أنه تم تسجيل أكثر من نصف مليون حالة من سوء التغذية الحاد في جنوب اليمن فيما الوضع في الشمال مقلق بنفس القدر منوها بزيادة قدرها 10 بالمئة في حالات سوء التغذية الحاد في 133 مديرية جنوب البلاد، موضحا أن “أكبر زيادة هي في حالات الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع زيادة قدرها 5ر15 بالمئة خلال العام الجاري”.
المفارقة الصارخة والمثيرة للاستياء هذه الفظائع الوحشية والانتهاكات اللا إنسانية تراها وتتابعها مؤسسات أممية، وتشير إلى الكارثة الإنسانية وتدهور الأوضاع المعيشية واقتراب أكثر اليمنيين من حافة الفقر المدقع والمجاعة، إضافة إلى تقارير كثيرة تؤكد من خلالها تدهور النظام الصحي، وتقرع من خلالها ناقوس الإنذار لكوارث أخرى محتملة، كل ذلك تذكره تلك المؤسسات ولكن من دون أي إجراءات رادعة وحازمة و ملزمة تبتر الذراع العدوانية المتطاولة على أمان ولقمة عيش الشعب اليمني، ومن دون أي تحرك يكبح جماح التعدي الظالم الممارس على اليمنيين !! فهل هناك أكثر صفاقة من أن ترصد المؤسسات الدولية مجازر وانتهاكات مرتكبة بحق الإنسانية في اليمن ولا تجرؤ على تجريم المعتدين ومحاسبتهم كمجرمي حروب ؟!!
