الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
من دون شك نعاني مما تركته الحرب العدوانية علينا من تبعات تظهر في أكثر من شكل ولون ومكان.. عشر سنوات من استهداف مقدراتنا وبنيتنا التحتية لن تكون سهلة ولا عادية، ولو كانت على أقوى الدول اقتصادياً لتركت آثاراً عميقة أكثر مما تركته على سورية..
وهذا يعني أن الدولة السورية التي رسخت مقولة الأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي وقرار السيادة والعمل على الاكتفاء الذاتي كانت ومازالت تمضي بثبات وقوة في هذه الاستراتيجية الناجحة التي تحاول أدوات العدوان النيل منها وتدميرها..
بكل الأحوال لسنا ممن يغض الطرف عما أصاب المجتمع السوري ولهذا ثمة مراجعات واستراتيجيات وعمل كبير ودؤوب من أجل ترميم ما أصابه الضرر.. نعاني من أزمات في الكثير من أمور حياتنا المعيشية ونعرف أنها ستعبر وتنتهي مع أن العدو يعمل دائماً على تشديد الحصار وابتكار أدوات عدوان جديدة.
وهذا أيضاً لا يعني أننا غير قادرين على تفكيك ما يعمل عليه.. قادرون على ذلك بالعمل الواعي والمسؤول والانتباه إلى حرب الشائعات التي تطولنا كل لحظة.. نعرف أنها إشاعات مدمرة إن وجدت من يأخذ بها وللأسف تجد من يتداولها ويضع نفسه تحت أجندة العدوان..
هذا كله ندركه ولكن بالوقت نفسه على الكثيرين منا ولاسيما من المسؤولين الانتباه إلى مخاتلة التصريحات التي تكون بلحظة ما وهم غير قادرين على الوفاء بها، وأحياناً كثيرة يظن البعض منهم أنهم أكثر وعياً من الشعب وقدرة على التسويف والتسويغ، وهنا مكمن الإشاعة التي تتخذ من عدم قدرة البعض على الفعل مع كل ما قدمه من وعود وتصريحات.. فالصمت في ميدان العمل هو الأساس.. البلاغة للفعل وفي وطننا من يعمل ويعمل ولولا وجود هؤلاء لما كان الصمود..
في مواجهة العدوان المتلون لابد من أن تسود استراتيجيات العمل ولنترك ساحات الميدان العملي تخبر عما نقوم.. المعركة متنوعة متلونة.. نثق أن نصرنا محسوم فيها وحتى نصل إلى ذروته بأقل ما يمكن من التضحيات لتكن بلاغة الفعل شعارنا جميعاً.