الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
ساعة صفر الانتخابات الأميركية تدق أجراسها على وقع محاولات المرشحين للرئاسة جذب أكبر عدد من الناخبين للفوز بالولاية الرئاسية القادمة.. ساعة صفر تستبقها بشكل غير طبيعي حالة من تقديم المهاترات والاتهامات والصور التي تكشف عن وجه آخر من حقيقة أميركا المشوهة والمليئة بالعنف والإرهاب وترهيب الآخر وهو ما يبدو جلياً وواضحاً من خلال ما يجري حالياً وتصريحات الرئيس الحالي دونالد ترامب مثال على ذلك، في حين يلقي الرعب بظلاله على المدن والولايات الأميركية خوفاً من حدوث موجات عنف جديدة واحتجاجات لم تهدأ بعد منذ جريمة مينابوليس العنصرية في أيار الماضي.
ووسط الأجواء الانتخابية المشحونة بنزعات التعصب والكراهية، رصدت وسائل إعلامية أميركية، ما وصفته بـ”انتشار حالة من الذعر والخوف” في الشارع الأميركي قبل أيام من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقالت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية إنها رصدت لجوء عدد كبير من سكان نيويورك وواشنطن خاصة بالقرب من البيت الأبيض، إلى ما أطلقت عليه “حصون الألواح الخشبية”.
وتابعت بقولها “بدت كل واجهات المتاجر والشركات الكبرى والفنادق والمقاهي والمطاعم، كما لو أنها تستعد لإعصار عنيف مدمر، لكنها فعلياً تستعد للانتخابات الأميركية”.
وأكملت بقولها “لجأت معظم الأعمال التجارية في نيويورك وواشنطن، وعدد من المدن الكبرى إلى حصون الألواح الخشبية، لحماية واجهاتها الزجاجية من أي أعمال عنف أو شغب يمكن أن ترافق الانتخابات الأميركية هذا العام.
ولاحظت أيضاً صحيفة “يو إس أيه توداي” الأميركية أن تلك الحصون الخشبية وصلت إلى حد إغلاق شوارع بأكملها في مدينة شيكاغو مثلاً.
وقالت الصحيفة الأميركية إن عدداً كبيراً من الشركات والأعمال التجارية الأميركية، تركت ألواحاً عملاقة من الخشب لأشهر، خاصة بعد اندلاع أعمال عنف ونهب محدودة في عدد من المدن الأميركية، احتجاجاً على عنف الشرطة في أعقاب مقتل فلويد.
وأشارت “نيويورك بوست” إلى أن شركات الإنشاءات تركت معظم الألواح الخاصة بالفنادق والمقاهي الشهيرة جاهزة على مقاسات تلك الأماكن، حتى يسهل تركيبها عند الحاجة إليها.
ترامب الذي كثف حملته الانتخابية قبيل يوم الانتخابات، دعا مؤيديه إلى توخي أقصى درجات الحيطة لمنع تزوير نتائج التصويت، وندد مجدداً بقرار المحكمة العليا الذي يمنع بعض الولايات، منها بنسيلفانيا وويسكونسن وكارولينا الشمالية، من بدء فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها عبر البريد قبل يوم الاقتراع العام، ويسمح لها بمواصلة الفرز في الأيام اللاحقة.
وحذر ترامب من أن هذا القرار “المروع” يمهد طريقاً للتلاعب على نطاق واسع بنتائج التصويت، قائلاً إن “حالة من الفوضى ستعم البلاد، وأموراً سيئة للغاية قد تحدث” إذا لم يتم تحديد الفائز بالانتخابات حتى ليلة يوم التصويت.
وأشارت تقارير صحفية إلى وجود مخاوف في الولايات المتحدة من أن ترامب قد يستخدم ذلك كبرهان لرفض الاعتراف بنتائج التصويت إذا تكبد هزيمة أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وفيما صوت 90 مليون أميركي، بشكل مبكر، يقوم ترامب ومنافسه بايدن، بمحاولاتهما الأخيرة لجذب الناخبين، حيث كثفا حملتهما الانتخابية في مختلف أرجاء البلاد لمحاولة التأثير على الناخبين القلائل الذين لم يحسموا موقفهم.
وأمضى ترامب حملته الانتخابية مؤخراً في توجيه اللوم اللاذع للمسؤولين الحكوميين المعنيين بالتصدي لجائحة كورونا والعاملين في المجال الطبي، وفي تجمع صغير في نيوتاون بولاية بنسلفانيا، سخر ترامب من بايدن لانتقاده سجل الجمهوريين في مكافحة الجائحة.
بدوره اتهم بايدن ترامب بالاستسلام في معركة التصدي للمرض، وانتقد افتقاره إلى استراتيجية للسيطرة على الجائحة، كما انتقد جهوده لإلغاء قانون الرعاية الصحية “أوباماكير” وتجاهله لعلم تغير المناخ، واتهمه أيضاً بالبلطجة.
وفيما أظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة سي إن إن الأميركية اليوم تقدم بايدن على ترامب في ولايات مهمة، من المقرر أن يعقد ترامب اليوم وغداً عشرة مؤتمرات انتخابية بمعدل 5 مؤتمرات في اليوم وذلك في أقصى تكثيف لنشاط حملته الانتخابية على الإطلاق قبل التصويت في الانتخابات يوم الثلاثاء المقبل.
ووسط هذا الصراع يبدو الجميع متهيئاً للنتائج مع استعداد ما لا يقل عن 150 شخصاً، بينهم كبار المسؤولين في إدارة ترامب، لنقل السلطة إلى بايدن، إذا فاز بالانتخابات المقرر إجراؤها الثلاثاء المقبل.
وقالت قناة “سي إن إن” نقلاً عن مصادر مطلعة، إنه بسبب تهرب ترامب مؤخراً من الإجابة على أسئلة حول انتقال سلمي للسلطة وشكوكه في نزاهة الانتخابات، فإن فريق بايدن يستعد أيضاً لمواجهة عقبات محتملة من الرئيس الحالي وأنصاره خلال الفترة الانتقالية.