الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
خطوات تركيا الاستفزازية شرق المتوسط تتواصل مع قرارها تمديد مهمة سفينة “أوروتش رئيس”، لمواصلة التنقيب عن النفط والغاز، في انقلاب واضح على التفاهمات السابقة، وتحد قوي للاتحاد الأوروبي الذي سبق وحذر تركيا من مغبة الاستمرار بتصعيد التوتر، إلا أن النظام التركي يبدو أنه ليس في وارد تهدئة الأجواء الساخنة في تلك المنطقة، ويلهث وراء تحقيق أطماعه التوسعية التي تفرضها أوهامه الاستعمارية بإعادة عهد الامبراطورية العثمانية البائدة.
اليونان، وفي رد سريع على خطوة التصعيد التركية حذرت في بيان على لسان وزارة خارجيتها من أن “هذه التحركات تزيد من التوترات القائمة في منطقة بالغة الحساسية يتركز الاهتمام فيها الآن على تقديم المساعدات وإبداء الدعم والتضامن”، وذلك في إشارة إلى الزلزال القوي الذي هز مؤخراً منطقة بحر إيجه وألحق أضراراً كبيرة في اليونان وتركيا.
وأشارت الوزارة اليونانية، إلى أن قرار أنقرة الأخير يظهر مرة أخرى أن تركيا تستمر في تجاهل القواعد الأساسية للقانون الدولي، وتواصل التصرف دون التجاوب مع دعوات المجتمع الدولي، بما فيها مخرجات اجتماع المجلس الأوروبي، حيث دعا تركيا إلى تعليق هذه الأنشطة.
كما حذرت الخارجية اليونانية من “أن أعمال التنقيب التركية في شرق المتوسط تقوض بشكل أكبر فرص إطلاق حوار بناء”، داعية أنقرة إلى إلغاء إخطار “نافتكس” الذي أصدرته، وأكدت أن وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس أصدر في هذا الصدد توجيهات باتخاذ إجراء دبلوماسي بحق الجانب التركي وإبلاغ حلفاء وشركاء أثينا بـ”السلوك الاستفزازي التركي المتواصل”، لافتة إلى أن أعمال التنقيب التركية تنفذ في منطقة تعتبرها اليونان تابعة لجرفها القاري، وأن ذلك التنقيب خطوة غير قانونية.
وكانت تركيا قد أعلنت مجدداً عن تمديد أعمال المسح السيزمي التي تنفذها سفينة التنقيب “أوروتش رئيس” في المياه المتنازع عليها مع اليونان في شرق البحر المتوسط.
وأفادت وكالة “الأناضول” التركية بأن أنقرة مددت الإخطار الذي أصدرته عبر نظام التكلس الملاحي البحري الدولي “نافتكس” بشأن مهمة “أوروتش رئيس” شرقي المتوسط، حتى 14 الشهر القادم، وذلك برفقة السفينتين “أتامان” و”جنكيز خان”.
وكان من المقرر أصلاً أن تنتهي أعمال التنقيب التي تنفذها “أوروتش رئيس” في منطقة تقع جنوبي جزيرة رودس اليونانية في 22 الشهر الماضي، لكن تركيا سبق أن مددت مهمة السفينة مرتين على التوالي.
ويأتي ذلك رغم احتجاجات اليونان التي تصر على أن أعمال التنقيب التركية تنفذ بشكل غير مشروع في منطقة تابعة لجرفها القاري.
وتصاعدت الخلافات بين تركيا واليونان في الأشهر الأخيرة، على الرغم من إجراء الدولتين مشاورات في مقر حلف الناتو في بروكسل بهدف تخفيف التوترات القائمة، فيما لوَّح الاتحاد الأوروبي بإمكانية فرض عقوبات على أنقرة بسبب أعمال التنقيب التي تنفذها في شرق المتوسط.